منصور الصويم

“لا للصمت”


[JUSTIFY]
“لا للصمت”

يحكى أن العنوان أعلاه مأخوذ عن مبادرة بذات المسمى أطلقها مركز فيصل الثقافي، في محاولة لحصار حالات الارتفاع غير المسبوقة في الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال، وتستند المبادر في صرختها هذه على دراسات لمختصين تقول إن المحاكم السودانية سجلت ثلاثة آلاف اعتداء جنسي ضد الأطفال، وأن نسبة التحرش بلغت 80% وفقا لما جاء في موقع (سودانايل)، والرقم والنسبة بلا شك كارثيان ويدقان ناقوس الخطر وينبهان إلى حالة التردي الأخلاقي والنفسي التي أصابت المجتمع، وتدعو الجميع إلى تبني صوت مبادرة (لا للصمت) للوقف في وجه هذا (الغول) الذي يهدد مستقبل أطفال السودان، وبالتالي يهدد مستقبل البلاد برمتها ويقود إن لم يتم إيجاد الحلول الجذرية له إلى إنتاج أناس مشوهين ومرتعبين وفاقدي الثقة في أنفسهم وفي الآخرين.
قال الراوي: بالتأكيد للمختصين طرقهم وأساليبهم العلمية التي ستقودهم إلى تشريح الأسباب التي قادت وتقود إلى هذا الواقع (المظلم) في يتعلق بأطفال السودان، والمخاطر التي باتت تواجه كل طفل في أي مكان (البيت، المدرسة، دور العبادة…الخ) فالوباء الشيطاني (الاعتداء التحرش) شاع بين جميع فئات المجتمع، بحيث لا أمان للطفل أمام أي شخص بخلاف والديه؛ هذا مقرونا بالنسبة المرعبة لحالات التحرش المعروضة أعلاه، ودور المختصين في مكافحة هذه (الوحش) هو الدور الأكبر حتى يعي الجميع حجم الكارثة ويستعدون جيدا لمواجهتها ومكافحتها.
قال الراوي: لكن وبدون النظر إلى الدراسات التحليلية والرصدية والعلاجية المنتظرة من قبل المختصين، يمكن لأي شخص الانتباه إلى أن هذا الانتشار المريع لحالات التحرش والاعتداء الجنسي بالأطفال لا تعود إلى حالات فردية معزولة؛ ناتجة عن شروخ وأزمات نفسية في إطارها الضيق، كما يمكنه بسهولة ربط هذا التفشي المرضي لهذه الحالات بحالة التدهور الاقتصادي التي تضرب البلاد وأصابت من ما أصابت مكامن القيم والأخلاق ودهورت النفوس بشكل جمعي أولد هذه الكوابيس المروعة.
ختم الراوي: قال (لا للصمت) عنوان مبادرة مركز الفيصل ضد التحرش والاعتداء الجنسي ضد الأطفال، من الواضح أن المقصود به الخروج بالأسر من حالة (الكتمان) التي غالبا ما تلف حالات الاعتداء على الأطفال، إما خوفا على مستقبل الطفل وفقا لمفاهيم العيب والشرف، أو لكون المعتدي من العائلة أو الجيران أو الشخصيات المعروفة.
استدرك الراوي؛ قال: افضحوا المتحرشين والمعتدين واكشفوا أسباب التحرش واحموا أطفالكم.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي