يركبو الظلط

(السترة والفضيحة متباريات) كما يقول المثل السوداني المعروف .. تظل الأشياء التي تخص الشأن العام والشخصيات الحكومية (العامة) مستورة ما لم تأتي نازلة غير متوقعة وتجعل منها (فضيحة) تذهل المواطن الذي يتلقاها بإستغراش شديد .

فبينما يعتقد المواطن البسيط أن المسؤولين (ناس ّذينا كده) لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً يصرفون مرتباتهم أول الشهر ثم يوزعون معظمها للدائنين من بقال وجزار وبتاع خضار يتفاجأ المواطنون بسرقه منزليه لأحد المسؤولين (قبل سنوات قريبه) تطال مبالغاً نقديه كبيره بتسعة عملات (مختلف ألوانها) كانت كالتالي :
(91)ألف جنيه سوداني و(13.140) يورو و(11.360) فرنك سويسري و(645) ألف ليرة لبنانية و(420) ألف ليرة سورية و(20) ألف جنيه مصري و(9) آلاف ريال سعودي و(5) آلاف جنيه استرليني و(26) ألف دولار !!!
ولولا تلك السرقه لمنزل هذا المسؤول لكنا حتى الآن نعتقد بأن البنوك وحدها هي التي تتاجر وتحتفظ بمثل هذا الكم من العملات ..
مناسبة هذه الرمية (كما يقول أستاذنا البوني) هو تلك الفضيحة التي جاءت في فحوي الخبر الذي نشرته الزميله (الوطن) مؤخراً وتناقلته صفحات الإنترنت والذي يفيد بأن شخصاً مجهولاً قد قام باضرام النيران في عربة مدير إذاعة القضارف الحكومية بينما كانت متوقفة أمام منزله وان النيران التي اشتعلت بالعربة ادت لحريق شامل وتلف بالداخل لم تسلم منه الا الماكينة حيث تم فتح بلاغ بشرطة القضارف تحت المادة (182) ضد مجهول .
يمكن أن يكون الخبر (لحدت هنا عادي) مواطن مسؤول (جا واحد ولع في عربيتو النار) .. ولكن غير العادي هو أن العربة المحترقه هي من نوع (البرادو) التي يناهز ثمنها المليار جنيه أو يزيد قليلاً !! قبل أن نستطرد في المقال ونيابه عن أفراد الشعب السوداني الفضل ومواطني القضارف الذين يتعالج مرضى الربو (الأزمة) منهم بجهاز (واحد) يتراصون أمامه من أجل ان يأخذ أحدهم (نفس واحد) يعينه على الإستمرار في الحياة نشكر جميعا ذلك (المواطن المجهول) الذي قام بحرق العربة فلولاه لما علم دافعو الضرائب والزكاة والرسوم والرخص والعوائد والجبايات والرشاوي ذلك !
عند ما قرأ العبد لله الخبر سأل نفسه في غباء ، طيب مدير إذاعة (مونت كارلو) بيكون راكب شنو؟ خليكم من (مونت كارلو) طيب مدير إذاعة (البي بي سي) بيكون راكب شنو؟ وإذا مدير (إذاعة القضارف) راكب برادو ده معناتو مدراء كل الإذاعات الولائية بيكونو راكبين برادو ونحنا عندنا كم وعشرين ولاية معني كده عندنا كم وعشرين مدير إذاعة .. معنى كده عندنا كم وعشرين (برادو) .
ولأنو التلفزيون (توأم) الإذاعة فكما مدراء الإذاعات الولائية فمدراء التلفزيونات الولائية بيكونو راكبين (برادو) .. وعلى كده يكون عندنا (قطيع) من البرادوهات ! وأكيد نواب المدراء (في الإذاعات والتلفزيونات) ح يكونو راكبين حاجات (أقل قليلا) من فصيلة (الألنترات) و (السينتافيهات) .. ده غير أخوانا في الإذاعات والتلفزيونات الإتحادية والذين (قطع شك) يمتطون من فارهات العربات ما يفوق (برادو) أخونا مدير إذاعة القضارف تلك المدينة التي لا تتوافر في مستشفياتها أحياناً (قطعة شاش) والتي يتسيطر الاهمال تماماً على معظم مستشفياتها العامة ومراكزها الصحية والتي تعاني من قصور الخدمة والعجز فى أعداد الكوادر الطبية المؤهلة اضافة الى عدم توفر الادوية .
إنها وايم الله فضيحة من المفترض ان تزلزل عروش المسؤولين الذين ما فتئوا يحدثوننا عن التقشف وتقليص المنصرفات والما عارف ايه في بلاد يسير إقتصادها نحو الهاوية في متوالية هندسية وأصبح معظم مواطنيها يعيشون على وجبة واحده فقط .. بلاد أصبح مواطنوها لا يتورعون عن بيع (أعضائهم) من أجل سد عجزهم عن تدبير العيش الكريم لهم ولأسرهم .
المشكلة في هذا العهد الميمون أنك لا تستطيع أن تجد مسؤولاً يجيب على تساؤلاتك (بس تموت بيها) .. يعني في هذه الحاله هل نجد مسؤولاً مثلاً يجيبب على أسئلتنا البايخة دي:
– (إذاعة القضارف) دي كوووولها بي كم؟
– ساعات البث في الإذاعة دي كم؟
– الدرجه الوظيفيه للمدير (أبو برادو ده) هي شنو؟
– هل كل الموظفين الفي درجتو دي راكبين (برادوهات)؟

المنطق بيقول : بما أنو مدير إذاعة القضارف راكب برادو فباقي مدراء الإذاعات والتلفزيونات راكبين برادو وبما إنو (المدراءالفاتو ديل راكبين برادو) فعلى كده كل مدراء الوزارات والمؤسسات والبنوك الحكومية (راكبين برادو) .. وبما إنو الجماعة الفاتو ديل كووولهم (راكبين برادو) فمعني كده كل المعتمدين ونواب المعتمدين راكبين برادو وعلى كده كل الولاة ونواب الولاة راكبين برادو .. وبما إنو (الناس الفاتو ديل كووولهم راكبين برادو) فعلى كده كل الوزراء (راكبين برادو) وعلى كده كل المستشارين (راكبين برادو) وكل المساعدين والدستوريين (راكبين برادو) وبما إنو الجماعة المذكورين فوق ديل كوووولهم راكبين برادو فمعني كده على المواطنين أن (يركبوا الظلط) !!