أنين .. وحنين .. وضنين

[ALIGN=CENTER]أنين .. وحنين .. وضنين !![/ALIGN] * مرة اخرى تطل مشكلة المبعوثين للدراسة بالخارج الذين يعانون الامرين فى الحصول على استحقاقاتهم المالية ويكابدون أسوأ ظروف العيش فى بلاد غريبة لا يوجد فيها من يمدون اليه اليد للاستدانة حتى تصل الحوالة المالية من الوطن ، وقد استنفذوا كافة سبل تأجيل الديون مع الجهات الدائنة سواء كانت المصارف او اصحاب السكن او محلات بيع الطعام التى تطالبهم الان بسداد الديون والا تركتهم نهبا للجوع والحرمان ومد الايدى لبنوك الطعام والمنظمات الخيرية لتتصدق عليهم وعلى اسرهم بلقمة العيش !!

* يعانى من هذا الوضع المأساوى عدد لا يستهان به من المبعوثين لدراسة الطب والهندسة والزراعة والتخصصات الاخرى فى العديد من الدول منها الصين وماليزيا واوكرانيا وجنوب افريقيا ومصر بسبب تأخر تحويلاتهم المالية ، الذى بلغ فى بعض الحالات أكثر من سبعة أشهر كاملة كما فى حالة المبعوثين للصين الذين كانت اخر حوالة مالية وصلتهم من السودان فى شهر سبتمبر من العام الماضى ، والمبعوثين لماليزيا الذين لم تصلهم اية تحويلات منذ ثلاثة الى خمسة اشهر، ويتهددهم الان الطرد من المساكن وتشريدهم مع اسرهم فى الشوارع، بالاضافة الى ما يعانونه من شظف العيش والحرمان من الطعام الا ما يسد الرمق فقط ، ويفكر الكثيرون منهم فى قطع الدراسة والعودة الى الوطن، بل شرع بعضهم فى اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك مما يعنى تأثرمستقبلهم المهنى بشكل سلبى جدا، وضياع فرصة كبيرة على الوطن لتأهيل عدد لا يستهان به من ابنائه فى مجالات حيوية ومهمة ما زلنا نحتاج فيها الى العديد من المختصين المؤهلين بشكل جيد ، ومما يضاعف الخسارة ان مصروفات الدراسة لعدد كبير من هؤلاء تتكفل بها الدول التى تستضيفهم ، ولا تلتزم الحكومة السودانية سوى بمصروفات السكن والاعاشة ، ويمكنكم ان تتخيلوا حجم الخسارة اذا عاد هؤلاء الى البلاد بدون الحصول على التأهيل المطلوب واضطرت الحكومة لابتعاث غيرهم للتخصص فيما بعد على نفقتها بالكامل ، وهو ما لا بد ان يحدث بسبب ندرة المتخصصين او هجرتهم الى الخارج !!

* فضلا عن ذلك ، فإن الحالة النفسية السيئة التى يكابدها معظم هؤلاء ، ان لم يكن جلهم، قد أثرت بشكل سلبى على انتظامهم فى الدراسة وتحصيلهم وادائهم وظهر ذلك على تقاريرهم ونتائجهم، وترك انطباعا سيئا لدى اساتذتهم ومؤسساتهم الاكاديمية ، وهو أمر لو يعلمه الذين لم يجربوه ، أسوأ ما يمكن ان يواجهه الدارس خلال فترة دراسته لأنه يضع حاجزا صعبا لا يمكن كسره بين الطالب واستاذه ومؤسسته، ويؤثر سلبا على دراسته ونتيجته النهائية، وربما مستقبله المهنى او الاكاديمى !!

* وفى مصر لا يزال الاطباء المبعوثون على حساب ولاية الخرطوم يعانون من ضآلة المنحة المالية المخصصة لهم من حكومة الولاية للاعاشة والسكن ، ويعيشون ظروفا فى غاية الصعوبة ، يواجهونها بالصبر الجميل والصمت النبيل !!

* عدد كبير من المسؤولين فى مناصب رفيعة جدا زاروا تلك البلاد والتقوا بالمبعوثين واستمعوا الى أناتهم ومشاكلهم، ووعدوهم بالحل ، من بينهم الدكتور أزهرى عبد الباقى مدير ادارة التدريب القومى الذى زار الصين والتقى بالمبعوثين ، ولكن لم يحدث شئ، وما زال ابناؤنا فى الخارج يكابدون شظف العيش والحالة النفسية المتردية ويتجرعون مرارة الانتظار !!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1217 2009-04-2

Exit mobile version