عقبالاً كريم في البيت
*أهديناه (إبلاً عربية خالصة) ووساماً وبعض ببغاوات أفريقية نادرة ولسان حالنا كما ذلك الأعرابي..
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله
ويخصب عندي والمحلّ جديب
فما الخصب للأضياف أن يكثر القرى
ولكنما وجه الكريم خصيب
*غير أن الذي وهبه لنا الأمير القطري العربي هو أعظم من (وديعة المليار دولار).
*أعني وديعة الأمل والأشواق بأن مازال في هذه الأمة من يتحسس قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
* منذ فترة قليلة أعلن الفلسطينيون بقطاع غزة أن ما بين أيديهم من وقود قد نفد، وأن القطاع بمشافيه ومدارسه ومصانعه سيذهب في حالة إظلام جائرة تحت ظل الحصار المفروض على الفلسطينيين.
* لحظتها لم أذكر إلا الدوحة وأميرها، من غيرها ومن غيره من يفعل ذلك.. ولم أكمل تلك (التأملات العشم) حتى وطالعتنا الجزيرة بخبر عاجل.. أمير قطر يرسل شحنة وقود عاجلة لإنقاذ شيوخ وأطفال وشعب القطاع.
* هذا الأمير البشارة.. ما إن أعلن عن زيارته للخرطوم حتى وبدأ يتراجع الدولار وتزدهر الأسواق وتشتعل الأشواق.
* الدوحة الآن هي بمثابة السيف الأخير الذي يشهر في وجه حالات الخنوع الرسمي والتراجع الأممي، وإن أُغمد هذا السيف وأهلكت عصبته فلن توقد نار قضية في ديار العرب.
* بالله عليكم من غير الدوحة يجرؤ على استضافة الثائر خالد مشعل والقضية المركزية الفلسطينية؟.!.
* لم تكتف بعض العواصم الشهيرة بالصمت، بل ذهبت لأبعد من ذلك، وهي تؤطر كل من يشهر سيفاً في وجه العدو بأنه (إرهابي)!
* فالمرجعية هنا، يا رعاك الله، ليست (لقرآن ترهبون به عدوكم وعدو الله،) ولكنها مرجعية (الأمم المتحدة علينا) على أن ندين بدين (الشرعية الدولية) بدلاً عن (الشريعة الإسلامية)!
* الدوحة الآن هي (رئة العرب) بامتياز، فالأمة كلها تتنفس عبر رئة قناة الجزيرة في ظل تكاثر القنوات الضرار التي تتنفس كذباً، تكذب وتتحرَّى الكذب وتعلم أنها تكذب.
* بعض عواصمنا ذهبت (بملف الإرهاب) إلى قمة الكويت غير أن أكثر من عاصمة أجبرتهم إلى ترحيل الملف إلى قمة الجزائر المرتقبة.. انتبهوا..
* ربما كانت الدوحة بهذه الزيارات الخاطفة رأت أن تؤازر بعض العواصم التي لازالت تمتلك بعض مروءة وعشم.. الخرطوم الجزائر وتونس.
* الأولى الخرطوم (بلد اللاءات الثلاث)
* والثانية (بلد المليون شهيد)
* والثالثة موطن أبو القاسم الشابي..
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
*فبلد المليون شهيد ليس هو البلد المناسب لجعل (الشهادة إرهاباً).. تلك شهادة مستحيلة لتحريرها في الجزائر التي ليس بإمكانها أن تنقض غزلها.
* والذي يقرأ وراء سطور زيارة سمو الأمير القطري يلحظ أن الدوحة التي يراد لها أن تخنق في محيطها الخليجي تقفز الآن إلى سعة هذه الدول العربية التي تقبع في الضفة الأخرى من (القضايا العربية)..
* صحيح أن الخرطوم لمَّا تكاثرت عليها الجراح اتبعت دبلوماسية (المشي جنب الحائط) والجهر سراً بأشواقها وتأجيل أمنياتها.
* شكراً أيها الأمير الجهير، ولئن أهدتك حكومتنا بعض إبل.. وإبلي المشرفات ثمنهن فاخر.. فأنا أهديك إحدى رباعياتنا الرصينة.
إن أداك وكتر ما بقول أديت
الأسد الموشح كلو باب سوميت
أب رسوة النتر حجر شراب سيتيت
كاتال في الخلا وعقبالاً كريم في البيت
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]