صوت العقل.. صوت البندقية
*مدخل أول
نحن الأمة التي تبكي تدفق مياه الأمطار والفيضانات لمدة شهرين من العام، وفي المقابل نبكي أكثر لمدة عشرة شهور من السنة ندرة المياه والجفاف!
مدخل ثان:
نحن الأمة التي أوشكت أن تدخل البصل إلى الصيدليات ليصرف بروشتة إلى الأثرياء فقط، ونحن ذاتنا الذين تبكي حقولنا وينتحب مزارعونا لانهيار أسعار البصل!
*مدخل ثالث
نحن الأمة التي تلبث شهوراً بأكملها تصنع، خصماً على مصاريف حليب الأطفال ومصل الكبار، تصنع قرى ودوانكي ومشافي وحياة بأكملها واستقرار، ثم ينض أحد المناضلين الكبار من أصحاب الحركات المسلحة والمسجلة في دفاتر (المجتمع الدولي)، وفي رمشة عين يحطم ما صنعناه بليل الأسى ومر الزكريات، ليجعل المواطنين بين قتيل وجريح ونازح وشريد!
*متن أول
في حديث للسيد عبده داؤود سليمان وزير مالية حكومة شمال دارفور، أن المتمردين في وثبتهم الأخيرة بالولاية قد أحرقوا 1200 منزل بالطويشة، و400 في منطقة اللعيت و140 في مليط و120 في سرف عمره و20 في كلمندو.
*متن ثان
ثم أتلف المتمردون ما قيمته ثمانمائة مليون جنيه في هذا الهجوم الأخير من الممتلكات الخاصة والعامة، ولقد نهبوا المستشفيات حتى معدات العمليات، فضلاً على الأسواق والبنوك التجارية، ثم خربوا دوانكي المياه وأبراج الاتصالات، ولم ينسوا أن يهاجموا السجون ويحرروا المعتقلين والمساجين.
*متن ثالث
لم تكن كل هذه المرارات والحرائق والفظائع قادرة على أن تحمل حكومة الولاية لترفع راية الثأر والانتقام من هذه الحركات، فلقد انتهى هذا المؤتمر الصحفي الذي أداره السيد الوزير عبده داؤود والسيد سليمان عبد الرحمن مفوض الشؤون الإنسانية، انتهى المؤتمر إلى توجيه نداء (للإخوة المتمردين) إلى الاستماع لصوت العقل ونبذ البندقية والعودة إلى السلام والوطن.
*متن رابع
لما سُئل يوماً الدكتور أمين حسن عمر بأن الدوحة تقيِّم المناضلين وتهب الثائرين ما لا يستحقون من ثروة وسلطة وتغري الآخرين و… و..، قال يومها الرجل كلمة حكيمة لا زلت أحتفل بها.. قال (لأن البديل هو البندقية), بمعنى أهون علينا أن نُفرط في العطاء المادي، من التفريط في دماء الأرواح البريئة، فنحن في الحالتين ندفع، في الدوحة ندفع المال والسلطة، وفي الإقليم ندفع الأرواح!
*مخرج أول
مفهوم جداً أن تكون الدولة أكثر رشداً، وهي تتوشح بعبارة (على الإخوة المتمردين تغليب صوت العقل)، ولكن في المقابل أن ثمة سؤالاً آخر يتقافز إلى أي مدى نجحت الدوحة في تجفيف صداع الإقليم، فبعضهم يفتأ يصف عمليات سلام الدوحة بمن يحاول عبثاً حمل الماء في غربال!
*مخرج ثان
الرجل الكبير محمد عثمان كبر، قد نفد صبره في أحد المؤتمرات وهو يقطع بأن الإقليم لا ولن يهدأ ما لم تكن الدولة أقوى من المجتمع الحركات المسلحة، على أن الحل يكمن في تعزيز (هيبة الدولة)..
مخرج أخير
لا تملك مؤسسة الملاذات بكل أجنحتها وأشعارها ومشاعرها إلا أن تنحاز إلى (صوت العقل) وتدعو (الإخوة المتمردين) إلى نبذ صوت السلاح، إن لم يكن ذلك لأجل الوطن فليكن لصالح الأطفال والأرامل والأمهات.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]