الطاهر ساتي

نعم ولكن البنغالي ليس حلاً ..!!

[ALIGN=CENTER]نعم ولكن البنغالي ليس حلاً ..!! [/ALIGN] ** العمالة الوطنية متسيبة ، متساهلة ، متراخية فى اداء الواجب ، وهى عمالة غير مدربة ، كثيرة الأعذار والغياب ، والعامل الوطني قد يتواجد فى العمل ولكن لايعمل ، بعكس العمالة الاجنبية التي تتميز بالانضباط فى مواعيد الحضور والانصراف ، وكذلك بالهمة والنشاط اثناء العمل ، وفوق كل هذا قليلة التكلفة ، أى عمالة رخيصة ..أو هكذا كتب الأخ الأستاذ سعد ، مستشار قانوني لبعض الشركات ، معلقا على تحذيرى من التمادي في إستقدام العمالة من بعض دول شرق آسيا ، وخاصة من بنغلاديش ، على حساب فرص العمالة الوطنية ، والتحذير كان بزاوية الخميس الفائت .. وما كتبه الأستاذ سعد جدير بالتوقف عنده ثم التأمل فيه بالنقاش ..!!
** ثم عصر ذاك اليوم ، الخميس الفائت ، تلقيت إتصالا هاتفيا من رجل أعمال سوداني ، لم أستأذنه في ذكر إسمه ، بيد أن بصمته واضحة فى مجال الصناعات الغذائية ، قرأ ما في تلك الزاوية وتحذيرها ، فاتصل وتحدث نصا : نعم ، إتفق معك في توظيف العمالة الوطنية ، ولكن للأسف عمالتنا الوطنية لم تعد قدر التحدي الذي نواجهه والمنافسة بانتاجها في الاسواق المحلية والإقليمية تكاد تكون مستحيلة .. العامل الوطني يا ساتي أولا : كسلان ومهمل ومتسيب ومحبط ..ثالثا : ليس له طموح فى تأهيل نفسه ..رابعا : غير منتج بسبب الغياب الكثير بأعذار مضحكة من شاكلة : عرس أخوي ، مرض حبوبتي ، طهورة بنات عمتي ، جدي جا من الحج ، خالتي عندها عملية ، كرامة ود عمي ، كنت عندي شوية مغص ، شالتني نومة و..و..هكذا ، وهذه الأعذار معيبة عند العامل الأجنبي ولا يفكر فيها إطلاقا ، ولايزحمك بها ، عكس العامل السوداني الذي يرغمك على متابعة تفاصيل حياته الخاصة وحياة أسرته وأقاربه ومعارفه وجيرانه ، ويثقل بكل تلك التفاصيل كاهل عمله والعاملين معه ، وهذا يؤثر سلبا في الإنتاج ..!!
** ثم أن العامل السوداني – الحديث لرجل الأعمال – قليل العطاء وكثير الطلب ، أى نادر جدا أن تجد عاملا يعمل كل ساعات عمله ، حيث غالبا ما يأتي متأخرا لظرف ما – جاهز طبعا – ثم ساعة للفطور ومثلها للشاي والتمباك والسجائر والونسة ، وساعة لصلاة الظهروالباقيات الصالحات وإحتمال تكون معاها تلاوة كمان ، وساعة لتفقد الأحوال وجمع الشمارات التي من شاكلة : فلان الليلة غائب ولا شنو ؟ ..ياخى اليومين ديل الزول عريس جديد ..ياخى معقول ؟ عرس تانى ولاقصدك شنو ..؟..كيييف ، أنت ماسمعت الشمار ده ولا شنو ؟..و..و..هكذا معظم ساعات العمل عند العامل السودانى ، والله يا ساتى أنا مرة مشيت المصنع نص النهار ولقيتهم موقفين العربات وبينادو في بعض عشان يركبوا ، سألتهم : فى شنو ياجماعة ، إن شاء الله خير ، إضراب ولا شنو ؟.. واحد فيهم رد بكل براءة : إضراب شنو يا عمك ، ماشين لى جلال الماسك الحسابات ، الليلة العقد بتاعو وعازمنا غداء ..إتخيل نص المصنع كان ماشي يحضر عقد جلال ، لو مارجعتهم ..!!
** وهكذا بعض حال العامل السوداني ، صديقي القارئ ، كما جاء على لسان الأخوين ، أستاذ سعد ورجل الأعمال الذي تحدث كثيرا ، ولكن إكتفيت بتلك المضحكات المبكيات ، وحديثهما واقع معاش .. وللأسف هذا الواقع جزء من ثقافتنا السودانية ، وعليه يصبح لسان حال العامل السوداني جزء من لسان الحال العام ..نعم ، نحن لانقدس العمل ولا ننافس على الإنتاج ، وأولوياتنا كثيرة ولكن آخرها: العمل المخلص وبذل الجهد .. ولهذا يصفنا الآخرون بالكسل ، ونغضب .. نغضب فقط ولا نبرهن لهم نشاطنا .. العامل السوداني مرغوب بالخارج ، لأنه مخلص وأمين ووقته للعمل ، ولكن العامل السوداني لم يعد مرغوبا فى بلده لأنه كسلان ومهمل ومتسيب وكثير الغياب والأعذار ، أوهكذا الصورة كما تبدو.. هل سوء الإدارة هو السبب ..؟… بمعنى أن إهمال العامل ناتج من إهمال الإدارة ، وكذلك هذا التسيب من ذاك التسيب ، هل هكذا الامر ..؟.. أم الأجر هو السبب ..؟.. بمعنى أن المقابل ضعيف ، ولا يفى متطلبات الحياة الكريمة ، ولهذا نتسيب ونهمل ونغيب .. يجب البحث عن أسباب هذا الداء ، ومعالجته .. فالبلد في بدايات النمو ولم يستغل كل النفط بعد ، ما لم نعمل بجد وإخلاص سيأتي الأجنبي ليعمل .. وقت العمل لا ينتظر ، ما لم تملأ العقول السودانية وسواعدها هذا الوقت ، فإن عقولا أخرى وسواعد أخرى ستأتي وتملأ ، ويومها سيصبح حالنا كما الآخرين ، دولة غنية وشعب خامل .. يجب التفكير فى هذا الداء ، لنجد حلا سودانيا .. فالبنغالي ليس حلاً ، بل هو أيضا ..( داء ) …!!
إليكم – الصحافة السبت 04/04/2009 .العدد 5664

‫2 تعليقات

  1. نعم البنغالي ليس حلا اتفق معاك . لكن ليس كل السودانيين كساله سبحان الله في كل دولة موجود النشيط والكسول @انا سوداني مقيم في السعوديه واعرف سودانيين كثيرين جدا موجودين في السعوديه والله ماشا الله نشيطين جدا .. واما بخصوص البترول بنسمع انو في بترول في السودان سؤالي الوحيد اين هو البترول اين اين .. الشعب تعب من الفقر الله يرحم الحال

  2. صحيح ان البنغالي ليس حلا
    ولماذا البنغالى الذي تحتفل مثلا الكويت او البحرين بخروج اخر بنغالي من ارضها
    ويأتي الى السودان وينثر الاجرام والله البنغالى مش حل والسوداني ممكن ينضبط في حال وجد قوانين صارمة

    ابو وردشان الارتري