فاوضني بلا زعل
رغم أننا أحياناً نضحك على فكرة أهالينا الطيبين عندما تعيهم المشكلة فلا يجدون إلا الركون للمباركة «باركوها» تماماً مثلما نضطر الآن جميعاً القول لجميع الساسة بأن باركوها فقد وصل الحال بالبلاد إلى مفترق طرق ومسارب ضرورة الإصلاح وانتهاجه.. بدءاً من محاولة دستور يكون مهدداً لدولة متوازية يلتقي فيها المعظم والأغلبية وان لا يكون التصلب والتعنت نهاية المطاف لأنه دائماً هناك ضوءاً نهاية انفاق الحال الحالك.. لذلك يجب أن تتمدد المساحات والحيوزات النفسية لأكبر زوايا الإنفراج.. عموماً لا بد من جولات حوارية داخلية تقوم لفش الاحتقانات والغبائن المتراكمة دون حالات الاقتصاد والاستعلاء.. لم يعد بحكم الواقع الحالي في مقدور الكيانات المقتدرة من أمر البلاد من الانفراد والتميز بكل أبعاد السلطات حيث لازالت هناك سلطة تنظر وترقب للأوضاع من منظور جمعي شعبي ربما ينتفض في لحظات انفلات رزم الضبط التراضي والتصا لحي.. عليه لابد أن يتنازل الجميع فليكن الأكثرة قدرة وقبضة الأكثر تنازلاً وانفتاحاً «أها يا أحزاب باركوها».
٭ فاوضني بلا زعل!
رغم كثرة الحوارات والتفاوضات، وملل الشعب من الذهاب والعودة على بند عصب التفاوض، لا يزال هناك تمسك ضمني بالحوار والسلام للوصول لتراضي شامل هو صعب المنال لكنه أمل يمكن أن نعلق عليه كثير منالآمال من أجل أن يكون السودان دولة متوازنة..وليس من سبيل إلا التخفيف من معدلات النظر بمنظورات الذوات…ولاشيء إلا القول للجميع فاوضوا بلا زعل حتى لا يتسرب للعامة الإحساس الموجع بجدلية وعبثية استغلال الفكرة..
٭ دايرين نحكم!
بالمقابل إطلاق الحريات الذي تتوجس منه كل الأنظمة في كثير من بقاع عالمنا نابع من توجس السلطة من سلطان الكلمة والحق لاقرار عميق بأن هناك مايدعو لهذا الخوف.. والواضح أن اطلاق الحرية هو الأول من أجل الانفتاح وتخفيف الغبن.. فليكن الحزب الحاكم الأقوى وعياً بضرورة هذه الخطوة مبدأ «على الأرض» حرية التعبير.. اطلقوها بارك الله لكم على هذه الخطوة ان كنتم جادين «أو كما تقول صغيرتي خليكم جادين».. كذلك يجب أن تخرجوا من فكرة «ان الناس رغبتهم هي اقتسام السلطة» حتى لا تتخندق الرؤى حول أطماع حزبية وفردية وتنهزم الأفكار الكبار بأ سباب «الخندقة الصغيرة» وراء تكتيكات الزمنية المرحلية.. وللطرف الآخر أخرجوا من عباءة «دايرين نحكم» لعل الالتقاء في وسط الدرب يوفر المنهج الصحيح للحكم وكيف نحكم وتدار شؤوننا في هذا البلد الجميل أهله.
آخرالكلام:-بقدر ما حاولنا أن نوسع مواعيننا الداخلية.. بقدرما استوعبنا الأجواء المحيطة بكل شخوصها وزحامها ورؤاها.. فليفسح البعض المجال للبعض.. أو كما قال أحد كبارنا «ها يا جنا تُرْ كدا»
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]