7.2) مليار نسمة إنسان.. الآن
يحكى أن آخر تقرير للأمم المتحدة بخصوص تعداد السكان في العالم كشف أن عدد البشر على الأرض وصل إلى 7.2 مليار نسمة، وأنه يتوقع أن يصل في العام 2025 نحو 8.1 مليار نسمة وسنة 2050 إلى 9.6 مليار نسمة، وأن قارة أفريقيا (قارتنا) ستشهد نسبة النمو السكاني الأكبر إذ “سيرتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر القادمة إذ ستزداد وتائر نمو عدد السكان في هذه القارة بالمقارنة مع مثيلاتها في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بـ 10 أضعاف، وعن وتائر النمو في آسيا بأكثر من 15 ضعفا وذلك قبل عام 2050”.
قال الراوي: إذن أفريقيا الموبوءة بالحروب والأمراض والتصحر والجوع ومتلازمة الحكومات الفاسدة، ستشهد أكبر نسبة نمو سكاني في العالم قد توازن ما بين الهدر اليومي في القيمة الإنسانية في هذه القارة من جهة، وقد تسهم من جهة أخرى في تزويد (العصابات) المتقاتلة داخل القارة، و(العصابات) المتاجرة بقضايا القارة من خارجها؛ قد تزودهم أجمعين بفرص متنوعة من (التقتيل) وممارسات السحل والتجويع فـ (الناس التجارب) يتضاعفون في كل يوم والعدد الأكبر منهم سيكون من الشباب وقود الحروب والأطفال والنساء ضحاياها، فلا يلوح في الأفق بأن طفرة حضارية ستغشى هذه القارة وتخلصها من حكامها اللصوص والأفاكين القتلة.
قال الراوي: هذا الرقم المهول لعدد البشر على الأرض يحمل بين طياته حقائق مريعة تعكس الواقع المزري الذي يحياه الإنسان على كوكبه الأرض رغم انتقاله المذهل حضاريا في كافة الجوانب العلمية والطبية والتكنولوجية، فثروات العالم التي تكفي ساكنيه إلى أبد الآبدين تستحوذ عليها مجموعة لا تتعدى عدد أصابع اليدين من أصحاب الشركات الضخمة في الدول المسماة بالمتقدمة، في حين أن النسبة الأكبر من سكان هذا العالم لا تزال ترزح تحت نيران الفقر وويلات الحروب والأمراض، وتخضع بلدانها بشكل ممنهج للاستحلاب الاقتصادي الذي يصب في مصلحة أصحاب الثروات المعدودين!
ختم الراوي؛ قال: اطراد النمو السكاني بين البشر لا يعكس أي جوانب إيجابية ترفع من قيمة الإنسان، بل على العكس تؤشر فقط على تضاعف أعداد البؤساء والمحرومين من أبناء الأرض.
استدرك الراوي؛ قال: مرة أخرى.. وصل الإنسان إلى تقنية (النانو)، لكنه لا يزال يبحث عن (النار) لإحراق نفسه!
[/JUSTIFY]أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي