الطاهر ساتي
للأمريكان و.. للمتأمركين أيضاً ..!!
** المهم : في السياسة ، لا أحد يطالب أي أحد بأن يحبه ، فالحب أو كراهية شأن عاطفي خاص والقلب النابض بهما حر في نبضه ، ولا يتحكم فيه غير هوى نفسه ، فليحب من يشاء ويكره من يشاء ، هو حر .. ولكن في السياسة لأي أحد أو لأى وطن بأن يطالب الآخر بأن يحترمه ويحترم شعبه وعقيدته وثقافته وما يؤمن به من مبادئ وقيم ، فقط هذا هو الطلب المشروع فى عوالم السياسة ، إحترمني لأحترمك ..هذا أو إحتقرني لكي أعاملك بالمثل ، أي بالشلوت .. هكذا السياسة ، وأمريكا تعرف هذا القانون السياسي المتفق عليه عالميا ، وبالتأكيد موفدها الخاص يعرف ذلك .. وبالتالي هو والزملاء أحرار في أن يحبوا السودان أويكرهوه ، فهذا شأن خاص ، ولكن في الشأن العام هو والزملاء مطالبين بأن يحترموا السودان ، وطنا وشعبا .. إحترام فقط لاغير ..!!
** ونهج الكيل بمكيالين المتبع في الربع قرن السابق ، كان فيه عدم إحترام للسودان وشعبه – وليس لحكوماته كما يظن البعض الغافل – ويجب ألا يكون لاحقا .. مثلا يا البتحب بلدنا : الكيل بمكيال الديمقراطية تجاه بلدنا كان معوجا ، بحيث يظن الجاهل بأن دول أفريقيا عن بكرة أبيها ديمقراطية ، ماعدا السودان الذي يجب حصاره حتى يتشبه بتلك الدول .. وكذلك الكيل بمكيال الحرية وحقوق الإنسان وغيرها ، كان كيلا خاسرا ، بحيث يظن الساذج بأن الإنسان العربي يسير من الخليج إلى الخليج حرا أبيا ولا يخشى إلا الذئب على غنمه ، ماعدا أرض السودان التي يتجاوزها هذا الإنسان العربي خوفا على ( حريته وحقوقه ) ، ولذا يجب قصفه جوا ثم تدمير ناقله الوطنى بمنع قطع الغيار عنه ، ثم إيقاف سفن القمح المدفوعة الثمن ، ثم ، وثم وثم ..كل هذا العقاب الجماعى للشعب والبلد والحكومة ، لأن حكومة البلد ليست مثل حكومة شيخ فلان والجنرال علان ، بحيث تبسط للناس الحقوق والحرية ..وهذا الكيل المعوج هو الذي رسخ فى نفس أهل السودان ، بأن بلدك وزملاءك يا البتحب بلدنا : يحتقرون بلدهم .. !!
** على كل ، فلندع ماحدث ونتحدث عن حديثك : أنا ، مثل زملائي ، أحب السودان .. حسنا ، فليكن رفع الحصار الإقتصادي عن كل الوطن إعلانا عن هذا الحب ، أكرر : عن كل الوطن ، وليس عن نصفه كما يحدث حاليا .. إذ ليس من الحب دعم الجنوب وحصار الشمال ، هذا الدعم وذاك الحصار من علامات الإنفصال الصغرى ، وهى بالتأكيد ليست من علامات الحب ..وكذلك يجب أن يكون رفع إسم البلد من قائمة الإرهاب دليلا آخر لهذا الحب ، وخاصة أمريكا تتباهى بين الحين والآخر بان السودان متعاون جيد فى مجال مكافحة الإرهاب ، وليس من العقل أن يكون السودان متعاونا جيدا ثم مدرجا في تلك القائمة ، فى آن واحد ..وهكذا.. تواصل هذا التناقض والكيل السخيف قد يؤخر موعد السلام الشامل والتحول الديمقراطى المرتجى ، وهذا التأخير ليس من علامات الحب ..!!
** وعليه يا البتحب بلدنا : فليكن حبكم المعلن للسودان في عهد أوباما مختلفا عن هيامكم الصاخب بالعراق في عهد بوش ، علما بأن الشعب السوداني ذكي جدا ، بحيث يستطيع أن يميز هذا الحب المعلن من ذاك…( الهيام الصاخب ) …!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 07/04/2009 .العدد 5667
انها نهاية مرحلة العربدة للكبار ضد الناشئين والمستقلين عن التبعية اللتي ما زال يسعي اليها البعض منا —معتقل سابق باسرائيل لخمسة اعوام