الترابي ومسيح دارفور
عاد «الترابي» إلى الساحات بقوة الظهور التسامحي والتأثير الحواري، بعد أن جرت تحت مياه الوطن المجاري.. يقولون العهد والترابي قد تغيرا.. وأن البلاد على وشك انفتاح «والكل يأمل ذلك».. عاد الترابي إلى صفوف التفاوض والحوار وفي الخاطر مآلات الأوضاع في دارفور.. والتوقان للحرية والتعبير عنها.. فهل صار في الإمكان قراءة الأوضاع في دارفور بانفتاح أكبر والسماح للمعبرين بالكلام والإفصاح.. وفي الخاطر ما سطره الكاتب «عبد العزيز بركة» على الموسوعة قائلاً «يظن البعض أن في كتاباتي ما يسيء لمشروعاتهم الآيديولوجية، ويخترق خطاباتهم المستقرة.. بالطبع لا أقصد ذلك.. كل ما أفعله هو أنني انحاز لمشروعي الانساني.. أن اكتب عن طبقتي.. أحلامها.. آلامها.. طموحاتها المذبوحة وسكينتها ايضاً التي تذبح بها الآخر.. وحتى لا يلتبس الأمر مرة أخرى.. اقصد بطبقتي المنسيين في المكان والزمان.. أنا كاتب حسن النية واخلاقي تدعو للسلم والحرية ولكن الرقيب لا يقرإلا بعكس ذلك..».
عزيزي القاريء و «السيد الرئيس» يعلنها بثقة اطلاق الحريات ورغم ذلك تظل هناك محظورات التعبير التي تكبل الحقائق إن كانت لوجه الحقيقة المجردة دون التعدي على الخطوط الحمراء.. علينا الآن اعادة صياغة ماهية الخطوط الحمراء في ظل تغيير قد يكون في نظر البعض مفاجيء باعتبار أن كثرة الضوابط قد خلقت داخل أصحاب الأقلام والمتعاملين مع الكلام والحرية خلقت بداخلهم رقيب يخشى اثر الحقائق التي يقوم البعض بدور حراس البوابة لها بصورة حادة ومتحسسة.. فهل بات الآن مسموحاً أن يخرج الناس تعبيراتهم تجاه ما يجري.. خاصة هناك في دارفور حيث لا زال السلاح يتسيد المشهد.. وما زال البعض مارقون ومتفلتون.. ثم ماذا عن «الجنجويد» وغيرهم في مخيلات أهل دارفور التعابى الغلابى.. أولئك الذين يعيشون في بلادهم في المعسكرات وقد احتضنت ذواكرهم الثابتة مشاهد قراهم المحروقة وحياتهم البائسة.. الحرية الآن إن كانت بذات الطلاقة التي يفرضها الواقع فإن الأدب والشعر سوف يحملان معاناة دارفور إلي خارج سجون الخطوط الحمراء.. من أشعل نارها.. من شتت شملها.. ومن أعادها إلى عواملها الأولية.. ثم هل غاب فهم تاريخها حتى تحجر الوضع فيها إلى ذلك الزمن السحيق.. ثم ماذا بعد هذا الحراك الناري المحموم.. نهايات التفاوض وخلاصات النخب وحملة السلاح.. ماذا عن الهيبة هناك.. وكيف هي مآلات الأوضاع في دارفور مستقبلاً بل القريب العاجل.. انفتحوا على دارفور قبل أن تنفتح على جهات أخرى.. اطلقوا قطار إليها.. ما احوجنا الآن أن تغزو أطراف بلادنا سككاً حديدية.
٭ آخر الكلام
والجو الآن للانفتاح هي دعوة أن نقرأ النخب السياسية الملامح الاجتماعية لما جرى في دارفو..ر وقد تكون رواية «بركة» «مسيح دارفور» ملمحاً لبعض أوجه التغييرات الاجتماعية.. فهل أذن الرقيب للناس بالقراءة..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]