جمال علي حسن

حذار من عودة “حليمة لي قديمها “


[JUSTIFY]
حذار من عودة “حليمة لي قديمها ”

لا يجب أن تعود (حليمة) السودان إلى قديمها.. وعلى القوى السياسية أن تعي أن الشعب السوداني لو كان خلال سنوات الإنقاذ الفائتة يحلم بالعودة إلى مناخ الديموقراطية والحريات فإنه، وبالتأكيد، لا يتمنى العودة إلى أوضاع الفشل القديم، فشل الدولة في إحداث التطوير اللازم وفشلها في تأسيس بنيات تحتية للتنمية والخدمات، ثم فشلها في توفير أبسط احتياجات المواطنين ..
لا يحلم الشعب السوداني أو يتمنى لنفسه فصلا جديدا من فصول الفشل السياسي والتنفيذي، هو يحلم بالمصالحة السياسية لأنه يريد الاستقرار، ويحلم بالحريات حتى يعيش كريما عزيزا متمتعا بكافة حقوقه الإنسانية وحقوق المواطنة وحقه في التعبير والنقد والمشاركة في صناعة القرار ..
يحلم بهذا لكنه ليس عاشقا للافتات حزبية وطائفية بعينها أو قيادات استنفدت فرصها بعد أن جربت الحكم وفشلت مليون مرة ..
الشعب يريد الحرية، يريد الديموقراطية، لكن هذا لا يعني أنه يريد قيادات (متحفية) تخرج من كواليس مسرح الماضي متوكئة على عصا شيخوختها وتجرجر أرجلها المثقلة بمصاعب الحركة مع تقدم العمر، تجرجرها نحو مقاعد السلطة ..
لا نريد عمامات تاريخية في برلماننا الديموقراطي القادم ولا نريد لافتات وهمية وأحزابا (بالكوم) تقودها مجموعات من الانتهازيين القدامى والجدد ..
والله، إن المشروع الذي قامت به مجموعة من الشباب عبر الفيسبوك ويسمى (شارع الحوادث) يعادل نشاطه في المجتمع الآن نشاط عشرات الأحزاب التي (خمخم) أصحابها عماماتهم وتحكروا في مقاعد اللقاء التشاوري على أساس أنهم يقودون أحزابا أجزم أن بعضها لا تكفي عضويته لملء غرفة صالون في منزل سوداني واحد ..!
ووالله، إن ما قامت به جماعة شباب (نفير)، غض النظر عن محاولات مصادرة لافتتهم لصالح بعض الأحزاب السياسية، لكن ما نجحوا في تحقيقه خلال نكبة السيول الأخيرة لن تحققه عشرة من هذه الأحزاب مجتمعة ..!
ومثلما قرر الحزب الحاكم مؤخرا تبديل طاقمه المكلف عبر شغل بعض المواقع التنفيذية بطاقم جديد نسبيا، في تجربة لا أصفها بأنها مثالية، لكنها على الأقل جددت دماء الجهاز التنفيذي بنسبة كبيرة وتجربة أقل ما توصف به أنها أفضل من سابقاتها.
يجب أن تفهم القيادات الحزبية التاريخية التي تقود مرحلة الإصلاح الآن أن المطلوب منها الدفع بقيادات حية ومؤهلة وجديدة وشابة، وهذا يجب أن يشمل الجميع بما فيهم المؤتمر الوطني نفسه والذي لا تزال تنتظره مسافة كبيرة تفصل بينه وبين اكتمال مشروع (تجديد الدماء) وكذلك حزب الأمة والشيوعي والشعبي والبعث والناصريين والاتحاديين وكل التنطيمات والقوى السياسية التي انضمت أو يتوقع انضمامها لمائدة الحوار وبالتالي يتوقع خوضها الانتخابات وفوز الكثير منها بمقاعد برلمانية.. نطالبهم جميعهم بتقديم تجربة جديدة متميزة تنهض ببلادنا، ونطالبهم بالتحلي بفضيلة التجرد والزهد الشخصي في السلطة والواقعية في تكليف من يقود المهام أو يتولى مقاعد في السلطة لاحقا إذا قدر لحزبه الفوز.. تقديم من هم أجدر وأكفأ بلا مجاملات.. كفى مجاملات وكفى احتكارية لأبناء فلان وأحفاد علان.. فقد جربناهم جميعا ولم يقدم أي منهم تجربة مدهشة أو متميزة ..
تجديد الدماء وتغيير الوجوه ليس مطلبا موجها للمؤتمر الوطني وحده أو حزب الأمة أو الشعبي والاتحادي ولا أعني به الصادق أو الترابي أو الميرغني، بل هو مطلب شعبي مستمر وموجه للجميع، لأن طاقم الحكم في نهاية الأمر يكون مواجها بتحديات تنفيذية وفنية لتقديم تجربة منسجمة ومبتكرة على قدر المسؤولية ..
دربوهم منذ الآن واختاروهم بعناية حتى لا يأتوا إلى مواقعهم ثم يتعلموا الحلاقة على رؤوسنا ورؤوس الأيتام .

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. [SIZE=4]ياخوي هوي نحن لا عاوزين تجديد دماء ولا حاجتين عاوزين عدل وشفافيه بس[/SIZE]