آينشتاين وعبد الله زكريا
يا ساتر!! لا يزال تعريف المادة الذي اجترحته الفيزياء الكلاسيكية، بأنها (كل ما له كتلة وحجم ويشغل حيزاً من الفراغ)، تعريفاً سارياً، رغم أن التعريف هذا الشكل، أصبح مثار جدل علمي، بعد انحسار الفاصل بين المادة والطاقة، طبقاً لمعادلة آينشتاين الشهيرة E=mc 2 .
لكن عبد الله زكريا، مؤسس حزب اللجان الثورية (التابع للقذافي) ونظريته العالمية الثالثة – وهذا أمر غير مستغرب – ممن لا زال وحتى بعد سقوط القذافي يعتبر أن مستقبل العالم لا يزال مرهوناً بالكتاب الأخضر، قال ذلك (في حوار سابق مع الأهرام اليوم)، وعاد أمس على أخيرة الانتباهة لينسب إلى (آينشتاين) في معرض دفاعه عن (بله الغائب)، أنه اعتبر أن المادة (وهم).
حزنت أن رجل (ثوري قذافي) في قامة زكريا، ينسب ما يعتقده هو وشيخه بله الغائب بوهمية المادة إلى عالم في قامة (آينشتاين)، دون أن يرف له جفن، وهذا أمر مثير للسخرية، فالقراء الراهنون أذكياء جداً، ومطلعين على كل الأحداث، لأن (النت أضحى على قفا من يشيل)، لذلك وكما عجز (زكريا) سابقاً عن خمهم بشعارات الكتاب الأخضر، فإنه لن يخمهم الآن بأون يوحي لهم أن (آينشتاين) يتفق مع بله الغائب في أن (المادة وهم).
فإذا كان (زكريا) يشير إلى المعادلة أعلاه، فإنها قلصت الفاصل بين المادة والطاقة، لكنها لم تقل بأن المادة وهم، أما آينشتاين نفسه، فلم يصرح إطلاقاً بذلك.
لذلك بدت لي محاولة زكريا للدفاع عن (بله الغائب) ومن لف لفه من زُمر الدجالين والمشعوذين، مرة باستحضار السيد (اليبرت آينشتاين) من قبره وعقد اتفاق بين وبين الغائب، ومرة باعتباره (متصوفاً)، محاولة فيها الكثير من العبث والسخرية والضحك على (دقون القراء)، فالصوفية لا يقولون بـ (بلاد الجن الأحمر) ولا بجيوش النحل، ولا بخرطفات الغائب التي لا حصر لها.
حقيقة، استوقفتني في مرافعة (زكريا) عن صديقه (بله)، أنه قال إن طياراً بريطانيا كتب عشرين مقالاً عن الاحتمالات المتعلقة باختفاء الطائرة، واحد من تلك الاحتمالات هو أن يكون اختطفها (الجن)، وتساءل زكريا، إذا كان بلة مشعوذا فهل الطيار البريطاني مشعوذ؟ ونجيبه مباشرة: نعم، إذا قال الطيار البريطاني ذلك فهو مشعوذ كبير، ولماذا يعتقد (زكريا) أن الخواجات ليس بينهم مشعوذون ودجالون؟ لكنني هنا ينبغي أن أشير أن قناة العربية لم تذكر ذلك، فقد بحثت بحثاً دؤوباً عن تصريح الطيار البريطاني الذي قاله (زكريا)، ولم أجده حتى الآن، ربما يكون التصريح نفسه خطفه (الجن).
على كلٍّ، يبدو أن عبد الله زكريا، كتب ما كتب، دون الرجوع إلى آخر تطورات اختفاء الماليزية، وإلا لأمسك قلمه، لكن دعوني أحيله إلى تصريحات قائد عمليات البحث، الأسترالي أنجوس هيوستن، عن تفاؤله ببداية البحث في (المنطقة الصحيحة) قائلا: أنا الآن متفائل بأن نجد الطائرة، أو ما تبقى منها في المستقبل القريب.
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي
[SIZE=5]اسمح لي بان احييك على هذا المقال الممتاز الذي يعنمد علي الحجج والمنطق السليم وهو الشئ الذي غاب او غييب عمدا عن اعلامنا[/SIZE]