أبشر الماحي الصائم

“اليوم التالي”

[JUSTIFY]
“اليوم التالي”

*السادة القراء في معظم الأحيان لا يدركون أن العبارة الوحيدة التي تجعل صناع الصحف يتحسسون مسدساتهم، هي مطالبتهم (بتقليل مساحة الإعلان).
* حتى المحررون في ظل تفاقم أسعار مدخلات صناعة الصحافة، باتت مادتهم المقدرة الأولى هي (مادة الإعلانات) ثم المقالات الرصينة.
* وذلك بدليل أن أكثر مادة رصانة لا تقوى أمام (مادة الإعلان)، ففي حضرة مادة الإعلانات كل المواد تنتحي جانباً.
* وللقصة علاقة بحصاد آخر الشهر من رواتب، فحتى الكتاب يطربهم أن تغيب أعمدتهم ومقالاتهم بشرط أن يكون البديل هو الإعلان.
* على أن الصحف الناجحة هي الصحف التي تستحوذ على ثقة المعلن بالدرجة الأولى ثم جمهور القراء.
* فالمعلن نفسه لا يعلن في صحيفة كاسدة، فهو من جهة يستهدف جمهور القراء، ومن جهة أخرى ينتخب الصحيفة التي تنتشر بين أوساط مستهلكي سلعته.
* فمثلاً إن البنوك والشركات الكبيرة المحترمة تنتخب دائماً (الصحيفة المحترمة) التي تحترم عقول قرائها عندما لا تعتمد الإثارة الصارخة منهجاً تحريرياً.
* علي أن هنالك فرقاً كبيراً بين ثقافة الإثارة وأدبيات الدهشة، فيمكن استبدال الإثارة الرخيصة بالدهشة الغالية الرصينة، غير أن (فن الإدهاش) يحتاج لبعض عبقرية مهنية وذكاء فطري قد لا يكتسب من الدراسات الأكاديمية ولا التجارب المتراكمة.
* فكم من كاتب مثقل بحمل الشهادات الأكاديمية الباهظة، يفتقد (أدب الدهشة والإمتاع والإشباع)، وفي المقابل كم من كاتب أشعث أغبر إذا رفع مقالاته الي مواقع الاطلاع لا يرتد له سطر ولا تبور له فكرة.
* أقترب رويداً من فكرتي التي خرجت لخدمتها اليوم، وذلك مع اقتراب أهزوجتنا هذه (اليوم التالي)، أو قل قصتنا، من مواسم (عيدها الأول).
* فكثير من رسائل (طرف الحبيب) التي تدعو إلى السيطرة على الإعلانات، كانت هي بمثابة (شهادة نجاح) على أن الصحيفة التي استحوذت على قلوب القراء، قد استحوذت في المقابل على عقول المعلنين، الشكل والإخراج والمضمون والانتشار.
* والكابتن، المدير الفني، الناجح، ليس هو الذي يختار أفضل لعيبة على وجه الأرض، ولكن هو الذي يجعل اللعيبة الذين بين يديه قادرين على تطبيق خطته التي رسمها أولاً في خياله ثم إنزالها على أرض الواقع، توظيف قدراتهم في شكل (تيم متجانس) لخدمة الفكرة الكلية، فبكثير من التوكل والإرادة والخيال، وبقليل من المال قد يكون النجاح.
مخرج.. بعد يومين – بمشيئة الله – ستصعد (اليوم التالي) إلى برج أفراحها احتفالاً بعيد ميلادها الأول، ولنا ساعتها أن نتأمل في (حروف بيوت مقالاتنا) التي كما القماري بنيناها (قشة قشة)، رغم العواصف، أصبحت كتاباً.. وكيف القشة بتبني جنة.
ولنا عودة

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]