الطاهر ساتي
ليس حجراً ….!!
** الكل يكتب الحدث ، ولكن أنيس منصور يختلف عن هذا الكل ، بحيث يرسم الحدث .. ورسم الحدث بالخيال الساخر إبداع لا يؤتى لكل كاتب ، يتميز به أنيس .. بحيث يضع لك شكل الحدث ، سياسيا كان أو ثقافيا أو علميا ، ثم يذهب بخيالك بعيدا عن هذا الشكل برسم آخر لحواشي الشكل بقلمه الجذاب .. أنيس تابع قبل نصف عام تقريبا حدثا فلكيا لم يشغل بال صحافتنا السودانية كثيرا ، فكتب عنه ثم رسم جوانبه ، فاستمتع به بعض الأهل وغضب منه البعض الآخر ، فعاد ووضح ما لم يكن بحاجة إلى توضيح ، فالتوضيح أفسد لي متعة القراءة الأولى .. فتأمل ، صديقي ، الرسم أدناه .. ولك حق تجاوز التوضيح التالي…!!
(1)
** يقول المنجمون إن الذي أصاب السودان الشقيق سببه اقتراب أحد المذنبات من كوكب الأرض.. ومن جو السودان بالذات يوم 6 أكتوبر الماضي ..!!
** والذي حدث أن علماء الفلك وجدوا جسما سماويا ضخما له رقم عندهم هو (2008 ت س 3).. هذا الجسم اتجه إلى الأرض ودخل في الغلاف الجوي وتحطم تماما. وتساقطت شظاياه على أرض السودان وهذه هي المرة الأولى في التاريخ ، أن يتمكن العلماء من رصد جسم قبل أن يدخل الغلاف الجوي الأرضي ويصبح ترابا..!!
** وقد ذهب عدد من العلماء إلى السودان وراحوا يقلبون في الرمال والأحجار في الصحارى بحثا عن بقايا هذا الجسم. وفي مؤتمر لهم في فيينا أعلنوا أنهم عثروا على هذه البقايا التي لها لون وشكل وقوام مختلف تماما ولكنه يشبه تماما التكوين الكيماوي لبقايا النيازك.. وعرفوا عمر هذا الحجر. وإن كان من المستحيل أن يتكهن أحد أين كان هذا الحجر وما الذي طوح به إلى جو الأرض وإلى سماء السودان وأرضه، ولكن يمكن أن يقال إن هذا الجسم السماوي قد اتخذ له مدارا حول الشمس. ولسبب ما قد أفلت من جاذبية الشمس وشدته جاذبية الأرض إلى نهايته في صحارى السودان ..!!
** هذا ما قاله علماء الفلك.. أما خبراء التنجيم فلهم كلام آخر، ومن الصعب أن يثبتوه علميا.. مثلا: ما علاقة هذا الحجر بدارفور وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وما سوف يطرأ على دارفور والسودان من مشاكل أمنية تضاف إلى مشاكل فلسطين وزعزعة الأمن في الشرق الأوسط ومياه النيل..؟!
(2)
** كأنني أنا الذي قلت إنني اكتشفت وحللت وتابعت حجراً يسقط من السماء تراباً على صحاري السودان. فغضب أشقاء من السودان. مع أنني كمصري أرى أن السودان شقيق وصديق.. وأن مصر امتداد للسودان والسودان امتداد لمصر.. وأن اثنين من رؤسائنا الأربعة من أصل سوداني: محمد نجيب وأنور السادات، ومن السودان يجيء الماء، والله يقول: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»..!!
** وأنا أتمنى للسودان ما أتمناه لبلدي. لا شك في ذلك عندي وعند كل المصريين.. وإنما أنا قلت ما قالته هيئة الفضاء الأمريكية (ناسا)، والباقي من عند المنجمين ولست منهم..!!
** وفي التاريخ أحداث كثيرة من مثل ذلك. والتاريخ الفلكي يذكر لنا ما حدث يوم 4 يوليو سنة 1054، في ذلك اليوم أضاء أحد النجوم بصورة فريدة وكانت قوة الضوء والإضاءة تعادل ما يصدر عن مائة مليون شمس
وما نراه اليوم من سدم (مفردها سديم) ليس إلا بقايا هذا النجم. وظل النجم باهراً يرونه في وهج النهار بالعين المجردة ولمدة سنتين.. ولا بد أن يكون هذا الحادث قد وقع عشرات المرات ولكن لم يؤرخ لذلك أحد ربما قبل التاريخ.. وعلوم الفلك تؤكد ضرورة أن يقع مثل هذا الحادث كثيراً وعلى فترات متباعدة ..!!
** وكما هي العادة فقد نشط المنجمون يؤكدون أن ما حدث ليس إلا نذيراً بأن القيامة اقتربت.. وأنها أيام وتنتهي الحياة على الأرض وينهض كل من في القبور، وأنها نهاية الألفية الأولى وبداية الألفية الثانية وقد لا تكتمل الألفية. فهناك مثل شعبي يقول : ألف (بتشديد اللام) ولا تؤلفان ـ أي بعد ألف واحد سوف ينفخ في الصور وتقوم القيامة .. ولم تقم وإنما هي أوهام المنجمين ..!!
(0)
** من إليكم :..شكرا أنيس .. ليس حجرا كما قال المنجمون ، وليس في أكتوبر الفائت كموعد ذاك الجسم ، ولكن .. هناك شئ ما ، قبل خمسين عاما إلا قليلا ، سقط على أرض البلد ، فأذهب عنها كثير شئ ، ليبقى الإختلاف في كل شئ ثم الإتفاق على عدم الإتفاق في أي شئ ..أي شئ ..حتى هويتنا ، محل شد وجذب ، ولازلنا نتصارع – قولا وفعلا – لإثبات إفريقيتها أو عربيتها ، نصف قرن .. وعقول الآخرين من حولنا تجاوزتنا ، وإخترقت بعلومها إلى حيث ذاك المجال الذي تتساقط منه النيازك وأحجارها .. هكذا ..عقولهم تحصي النجوم وما بينها من أشياء ، ونحن فى محطة إحصاء خسائر معارك الهبانية والفلاتة ، كمثال …نعم ، ليس حجرا رمته السماء ، ولكنه واقع سبق الحجر ، بحيث ترميه كل عام عقول النخب .. .. !!
إليكم – الصحافة الاربعاء 08/04/2009 .العدد 5668
– وعلوم الفلك تؤكد ضرورة أن يقع مثل هذا الحادث كثيراً وعلى فترات متباعدة ..!! يالهذه الاحجار التي بدأت ومازالت تتساقط علينا – فهل نستطيع ان نصنع واقي حتى لا ينكسر زجاج سماؤنا وارجع واقول يا اريت – نعم هي ضرورة ان يقع في كل يوم وكل ساعة حجر لماذا لا ونحن لم نصنع واقي لنا ونحن لم نتحد – وفي نفس الوقت نزيد من احجار الارض بخيام في سوبا – شكراً مصطفى – اما كان اولى بك لملمة ما وقع في الارض من الفك اولاً.