حالة مطاطية!
من زوايا عدة يقرأون الحراك في البلاد على أن أصبح شبه إجماع على التعاطي مع الأمور بحرية.. ذات الحرية التي تكبل بسلاسل التراتيب والقوانين ولا يكفي لها التوجيه وحسن النية.. إذاً ما جدوى أن تصطدم الانفراجات والوعود مع القيود التي هي المحك الحقيقي.. المحك أن هناك ضرورة لايجاد مخرجاً للخروج بالبلاد من حالة «العتر» التي تقفل وتسد الآفاق.. وحقيقة أن البلاد محاصرة بشكل معقد لا يختلف عليه «صريخ ابن يوم» والناظر لحالات الناقل الوطني وحراك الموانيء صادرات وواردات يعلم تماماً أن هناك خلل.. المتنقل بين الولايات يدرك ضعف المشروعات وغياب حركة الانتاج الزراعي والصناعي.. مع توسع الاضمحلال في سلاسل جذب السكان للبقاء في قراهم التي يفترض أنها لبنات لكيان الزراعة والمحاصيل وغيرها من مدعمات كان مكانها في السابق الولايات أو الأقاليم.. مطاطية الحالة السياسية تنعكس بدورها على تماهي الأوضاع جميعها.. وحالة شبه الشلل الاقتصادي تصحبها حالة اجتماعية بائسة في وهن العلائق الانسانية مقابل علو شأن الفردانية والانطلاق بالذات نحو منافعها المحصورة.. والخطط والبرامج الكبيرة يهزمها عزم التنفيذ مقابل دفق كلامي لا يغني عن ضرورة العمل شيئاً.. ثم هذه الموجات للزاهدين عن البقاء في الوطن مقابل وافدين بثقافة مغايرة تنخر في أوصال المجتمع الذي بدأت بعض حصاناته في التحلل للعوامل الأولية.. حقيقة البلاد في محنة حقيقية لا ينكرها الا من هو مكابراً أو معزولاً عن واقع الناس.. المرهقين بالتفاصيل الصغيرة.. تفاصيل الحياة الضرورية.. أن نظرت صفوية الحكام والمعارضة على الأرض لوجدت أن الغالبية «الصامتة» في اتساع وتمدد بعد أن عجزت عن تقبل مطاطية دائرة الحكم والتعارض وتردي الحال العام.. الناس سادتي تحتاج للسياسات.. للخدمات والأمن والاستقرار.. التعليم والماء والسكن والكهرباء والمواصلات.. واقع هذه الخدمات هو القراءة الصحيحة لواقع الناس بالذات في القطاعات العامة.. حيث لا زالت خصخصة الخدمات تلقي عليهم بكلفة لا قبل لهم بها.. في دولة لا تحسن ضبط ومراقبة تجارها وسوقها ففي هذه النقطة.. نقطة غول السوق تحس فيها أن هناك فوضى ضاربة في الجذور.. حيث يكون المواطن مباحاً لهذا الغول الظالم.. وحديث معالجات الفقر الذي يمثل زخماً اعلامياً أكثر من التأثير على أرض الواقع يدلل على حالات الهتافية والشعارات وإن كانت هناك فوائد محدودة الأطر.. فيا اخوتي «حالة التمطط» التي تشد وترخي وتر وعصب الناس تحتاج لفعل جاد يعيد الأمور إلى نصاب الحل دون أن يصبح المواطن ومشاعره وطموحاته مجرد «تكتيكات» حكومة أو معارضة والا فإن اللفظ والانفضاض سيكون هو البديل «الصامت» والشاهد على ذلك أحداث سبتمبر القريبة.
٭ آخر الكلام:
تنفس الناس بعض الصعداء بعد موجة هدوء وتحكم انتابت الصفوة بشقيها حكاماً ومعارضة على اعتبار أن الحالة الراهنة تحتاج لتعقل هؤلاء.. فليكن في الحسبان أن ذلك يحتم الجدية والصدق والثقة والتاريخ لا يرحم في تحبيره واسفاره.. لأن البلاد حقيقة في حالة تاريخية فارقة جداً حيث لا زالت هناك فرصة لتبيض السيرة.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]