همزات ولمزات!
مباشرة توجيه الحديث واستقصاء اهدافه قد يكون ذلك صعباً على البعض حالما يكون المحتوى والمضمون ملامساً لبعض الهواجس والظنون والأغراض.. كانوا يقولون الهمزات واللمزات لا تأتي الا من بواعث شيطانية وهم يحضرون.. ولكن اناس بعينهم يتواردون للخواطر في هذه المواضع مناصفة للأبالسة والمردة المارقين.. إن تحمل النسوة بعضهن البعض محامل الظن والهمز واللمز فهو متقارب لفكرة الطبائع المرنة المفطورة في أذهان الناس.. فمن المعتاد أن تتعدى إحداهن سياج الاخرى من باب تفشي لغبينة قديمة أو إشباعاً لغيرة انثوية.. وعلى حدود المظاهر والتباهي وعشق المرأة للثناء والاختصاص من عدوات النجاح الف عدوة وما عبارات «هي قايلة نفسها خلاص بقت ملكة».. «اصلها كده وهمة وفاكاها في روحها»..«أنا والله أحسن منها».. «بس هي لقت فرصة لو لقيناها كان نعمل عمايل».. وقس على ذلك من الهمز واللمز.
الوجع رجع!
العائدون من رهق المدائن وتفاصيل العمل البئيسة ينهبون الأرض شقاوة وتعاسة.. ينقبون عن ذلك الشيء التائه والحائر في تفاصيل دفاتر اليوميات والأحوال.. قرائن الناس امتاعاً واشباعاً في سرد المواجع وتفاصيلات الحراك اللاهث.. عودة الأيام للوراء وللخلف والقهقرى والبحث عن ظل ولو من جانب الرياح المهبوبة المشبوبة بالأتربة والغبار الملوث بكل الأحاسيس السالبة.. الوحيد الباقي ان هناك ثمة أمل ما.. يعيد ذلك الوجع الراجع الى تخوم النسيان لعل البادئة أفضل من خواتيم الماضية ومن هنا وهناك تداعي وترسال وتمدد لإقصاء رجوع الوجع.
بيتكم الناصية!
«شباكم الفاتح على الشارع وبيتكم الناصية.. عوامل جاذبة لحرية الانطلاق والانفتاح على الهواء الطلق» هكذا فاتحها «عبدو» والعهد على الراوي عهد حرية تعبير.. فهمت «سلوى» من خيوط كلامه ان مطالعاً للتوادد في الطريق للعبور وللقاء الوالد والوالدة وحديث «الكيك والشاي» ثم التعارف وربما التواثق على المودة والرحمة.. لكن «عبدو» كان ممن يمسكون العصوات من نصفها فلا هو يريد باحداثيات البيت الناصية ان يقر قلبها على ا لشباك الفاتح على الشارع ولا هو من يريد حسم الأمر.. فقد أدمن التماهي مع شراب الشاي وقضم الكيك اللذيذ واستراق النظر للشارع عبر الشباك المميز لبيت الناصية.
ونستك راقية!
حديثك المهضوم.. كلماتك النافذة.. جزالة الترسال.. تشوف المبادلة «بالجد ونستك راقية».. انتباهة متأخرة لهذا الود المنطلق من البشاشة الأصالة وعمق الاحترام و«كبكبة المحبة» احاسيس لا تدرك كنهها الا حينما تبعد عنها وتتأملها من عند ثلة النظر بعمق والخوف من البعد. هكذا تتواءم الأرواح وتسمو وتصفو.. تتلاقى قد تبلغ غاية ما.. هي بكل المقاييس والرسم نبيلة جميلة ورائعة في كنفك الماهل.
آخر الكلام:-
تتداخل المشاعر.. تتلاطم الأمواج والنتيجة مزيج من الانفعالات الجميلة والمحبطة.. الموجبة والسالبة.. لحظات التداعي الانساني قابلة للحفظ والنسيان وإن لم تمسح من ذاكرة شهر أبريل الكاذب.. فدعنا نقلها ولتبحر السفينة والرسو على الله.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]