ليلة الفاتح.. برج أشواقنا
*إن كنت طوال أيام عامك تفتأ تنتخب كلمات مقالاتك بعناية، فاليوم على الأقل سترهق (دولاب أحلامك) لانتخاب لبسة ترقى لمستوى الأضواء والمكان والضيوف، هي ذات الأسباب التي جعلتني أهرب من برامج (التعليق الصحفي) بالتفزيون، قلت للصديق عابد سيد أحمد يومها، لم يسألني أحد ماذا كنت ألبس وأنا أكتب لعقود بأكملها، وفي المقابل قد أمضيت معكم شهراً مقلقاً استنزفت فيه (كل قمصاني)، وكان الناس في الصباح يعلقون عن (قمصاني) وليس عن أطروحاتي، فعلقت مشاركتي في مأدبة إعلامية تصلح لها إحدى مقولات الشيخ فرح ود تكتوك (تحدث يا كمي قبل فمي)!
*الزمان ليلة الاحتفال بمرور عام على حلمنا النضير (اليوم التالي)، المكان (برج الفاتح) بالخرطوم، هكذا صعدت على (برج أشواقي).. كثير من رحلات الأماني والأشواق قد انطلقت من هذا المكان، في الخاطر (من الأسكلا وحل وقام من البلد ولى)، ولا أنسى ليلة كنا تايهين في سمر بين الزهور.. والنسيم من توتي يجيب أصوات المتر..
*دلفت الى المكان وأنا أدخل في حلة سوداء كما لو أني قادم الساعة من كربلاء، وبعضهم لبس البيض شارة الرضا.. (وأصلو حب الناس مذاهب).
*ويتجدد السؤال (من يحتفل بمِنْ؟)! هل نقف على بهو الحفل لنستقبل الضيوف ونحتفل بهم، ام سيحتفل بنا الآخرون؟، لا أعرف.. لكن ثمة أبطال حقيقيين هم خارج حلبة الفاتح والتاريخ، أعني الأربعين ألف قارئ الذن ينزلون كل صباح إلى المكتبات ليدفعوا بحر اختياراتهم وأموالهم ثمن ما نكتب ذلك جمع عسير..
*قال لي الدكتور جلال يوسف الدقير معالي مساعد الرئيس وأحد ضيوف الحفل الكبار، قال لي كلمة تستحق أن أضيفها إلى (سيرتي الذاتية) ، قال رجل الأشقاء الكبير “يا أبشر نحن نقرأ اليوم التالي ونقرأ الملاذات سطر سطر”.
*وليته لم يقلها، لأنها ستعقد مستقبل كتاباتي، فكلما جلست لكتابة سطر ساستحضر أن من ضمن الذين سيقرأون هذه الأسطر رجل في قامة وتاريخ الدقير، وذلك مما يصعب مهمتي!
*والباشمهندس مسار رجل الرزيقات الأشهر، طفقت أسأله عن المائدة المستديرة التي كان أحد فرسانها، وطفق هو في المقابل يسألني عن (ولاية نهر النيل)، وقد كان والياً لولايتنا ذات أيام نضيرات، قلتها: حالها لا يسر، قال (أنا اكتشفت شفرة أهلك ديل يا أبشر.. وهي أن تجلس معهم على الأرض..) وللحقيقة والتاريخ لقد كتب المهندس عبد الله مسار اسمه على جدار تاريخ دامر المجذوب، فمضى تاركاً وراءه سيرة تتحدث بها الركبان..
*ليت هذا العمود يحتمل لقطات الكاميرا, صورة نادرة جداً تلك التي جمعتني برجلين جهيرين من أبناء دارفور الجريحة (الوزير أبو قردة والمطرب عمر إحساس) وربما غزارة مقالاتي عن دارفور في الفترة الأخيرة جعلت هذين الأخوين من (زبائن الملاذات)..
*والسفير الدرديري أسأله عن أبيي، وهو يسألني عن (مؤسسة الملاذات)، قلت إن كانت أبيي غير آمنة (فملاذاتنا آمنة)، فنحن جزء من هذا الجسر الجريح.
*المؤتمر يدفع بثقله مصطفى عثمان ود. نافع والوزير ياسر يوسف وقبيس ورهط من القيادات الوسيطة.
*الأستاذ محمد الدقير وزير ثقافة الخرطوم يسألني عن (تطاول الغياب عن مناشطهم)! الرجل يسجل حضوراً أنيقاً في هذه الليلة، والخرطوم أم العواصم والقضايا حاضرة في باستمرار في أجندة (اليوم التالي).
* الأستاذ أحمد عبد المطلب نائب رئيس مجلس الإدارة ظل واقفاً ومستقبلاً طوال ساعات الحفل.. وجدته كما لو أنه يقيم (بتفاصيل الصحيفة) ويسكن كل أعمدتها وزواياها، وهو المقيم بالمملكة السعودية، فهنالك بعض البشريات من رجل الأعمال الشاب تتعلق (بالمعاني والمباني) وربما (سيارات مزمل) إحدى مقدماتها..
*تزاحم زملاء المهنة الكتف بالكتف والحافز وبالحافر.. تبيدي والباز ورحاب والدومة وعبد الملك ومروح والزبير أحمد والإذاعي الحاج أحمد المصطفى وعبد الماجد وغيرهم كثير كثير..
*لكن دعوني في ختام هذا المقال أن أحتفي بهذا القارئ الشاب محمد حبيب الله، طالب ثانوي أتى من مدينة أبقوتة، ويحتفظ بكل نسخ الصحيفة منذ صدورها، حققت له أمنيته بأخذ لقطات تذكارية مع رئيس التحرير، وبعض الكتاب.. هو رجل هذا الحفل.
*شكراً لكل الذين لم يشرفونا هذا الاحتفال، وشكراً أكثر للذين شرفوننا.. والله وحده نسأل السداد والتوفيق..
مشاركة في
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]