الطاهر ساتي
أزمة عالمية وأخرى ..( ربط مقدر ) ..!!
** حسنا .. ثم ماذا بعد الإعتراف والتأكيد ..؟..فالأزمة ليست خريفا بحيث يتوقف مطره وسيله بعد شهر أوشهرين ، ليحل الربيع ..هى ليست ذات ميقات معروف ، ولا أحد يعرف حتى الآن متى يتجاوز العالم هذه الأزمة .. وإنحدار سعر النفط قد يتواصل إلى درك غير محدد ، ونهج إقتصادنا تعامل مع نفط البلد بنظرية البوبار ، حيث الإعتماد الإستراتيجي عليه فى الموازنة العامة بدأ قبل أن يجف عرق العامل الصيني ، والنهج لم يستبن قبل نصف عقد ونيف نصح الناصحين من خبراء الإقتصاد ، حيث نصحوه جهرا : هذا النفط يجب أن يسخر للزرع والضرع ، وتصدير الزرع والضرع خير للناس والبلد من تصدير خام النفط .. ولكن لم يسمعهم ذاك النهج ، وضرب بنصائحهم أرض الحائط ، وتمادى فى الإعتماد على تصدير الخام و بحيث صار إستراتيجيا في الموازنة ، وغض الطرف عن الإجتهاد وحث الناس على انتاج وتصدير ما هو ( أغلى من خام النفط ) .. وها نحن نجني ثمار نهج الكسل والتواكل والبوبار ، ونحصد : ليتنا لم نعتمد على خام النفط .. وهكذا نحن دائما عند كل خراب سوبا ، نقف على الأطلال ونحصد : ليت وياريت و..( لو عملنا كدة كان أحسن ) ..!!
** ترشيد صرف الحكومة على نفسها يجب أن يكون في قائمة أجندة المرحلة .. ولا داع للشرح ، فالحكومة تعلم وكذلك الناس بأن الأموال المهدرة في الأسفار والمهرجانات السياسية وخطبها ومسيراتها ، ليست بأموال قليلة ، ناهيك عن جيوش الدستوريين والسياسيين ، التشريعيين منهم والتنفيذيين ، على مستويات الحكم ، وعجزت عن إحصاء حجمهم ، وكيف نحصيهم إن كان هناك والٍ له من المستشارين ما يفوق عدد أفراد أسرتين ..؟.. ودع عنك مجالس التشريع بالولايات والمحليات ، تلك المجالس ذات الزحام كما سوق الجمعة ، ده غير كم محافظ برئاسة الولاية .. تخيل : محافظ برئاسة الولاية ، يا ترى ماذا يفعل أثناء ساعات العمل الرسمية ..؟..أي ، ماهى المهام التى يؤديها ، ليحل له الراتب والعربة والمزايا الأخرى التي تأثيرها على المواطن لا يقل عن تأثير الأزمة العالمية ..؟.. على كل ، ترشيد الصرف يجب أن يبدأ بتقزيم صرف هذه الجيوش ، فليصرفوا قليلا إن إنصرافهم مستحيلا ، أوهكذا الطموح ..!!
** ثم جدولة أولويات الصرف ، بحيث تتصدر القائمة خدمات الناس ، الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والتنمية .. والتنمية ليست هى الحدائق العامة يا ناس ، والحدائق العامة ونماذجها تسمى بالتطوير ، وهى مرحلة تالية للتنمية وليست سابقة لها ، ماذا يستفيد فاقد الصحة من الحدائق ، وماذا يستفيد الفاقد التربوي من اليخوت ، وماذا يستفيد المزارع المعسر من مباني المحليات ومقارها الوسيمة ، وماذا يستفيد فاقد الكهرباء والمياه فى الحي العشوائي منتجع الوالي السياحي ؟.. وهكذا ، هناك في حياة أي شعب أشياء ضرورية وأخرى كمالية ، فلنتعلم كيف نصرف على الضروريات حتى نوفرها للعامة وفيما بعد لا نمانع أن تصرف الحكومة على كماليات الخاصة ، إن شاء الله تبني قصوراً من ذهب وأبراجاً من العاج للسادة الولاة ورؤساء المحليات ونواب مجالسهم ، حفظهم الله ، …( مافي شئ معذبنا غير راحتكم ) .. وكيف لانتعذب إن كانت هناك محلية بولاية الخرطوم تتباهى بأن إيراداتها بلغت في الربع الاول من العام الحالي نسبة 70% من الربط المقدر .. تأمل : 70% في الربع الأول ، وقد يصل الإيراد نسبة 280% من الربط المقدر عند نهاية العام .. لو كانت موارد ذاتية وإستثمارات ، لفرحنا بهذا الربط المقدر ونسبته الفلكية ، ولطالبنا منح المحلية ومعتمدها وساما ونيشانا ، لكن للأسف هذا الربط الفلكى الذي تتباهى به المحلية هو ( جيب المواطن ) ..وهنا مكمن الأزمة السودانية التى لا تقل تأثيرا عن الأزمة العالمية ..!!
إليكم – الصحافة الخميس 09/04/2009 .العدد 5669
الطاهر ساتي
الله ينصر دينك
اما ان لهولاء ان يفهموا اللهم ان الطاهر ساتي قد بلغ وانا امنت فاشهد
الله اعذب العذبونا يالطاهر … البوبار ده ظاهرة جديدة ظهرت بى صورة مخيفة
فى المجتمع فى الاحزان فى الافراح فى البيت فى الشارع
فى المدارس فى الروضة وخاصة فى ناس الحكومة بوبار وفك زرار فى الفاضى