نور الدين مدني
عام بأية حال عدت!
* للأسف الذين يفاجأون ويفجعوننا كل عام هم المسؤولون عن التربية والتعليم، الذين لا يتورعون عن الإدلاء بتصريحات تطمينية عن اكتمال الاستعدادات لبداية العام الدراسي ومعالجة مشاكل الكتاب المدرسي والإجلاس والصيانة.
* إلا أن الواقع الذي لا يحتاج إلا لزيارة ميدانية لأية مدرسة حكومية في الحي القريب منك لتكتشف أن الكتب المدرسية غير متوفرة وأن هناك مشاكل إجلاس لا بد أن يساهم الآباء والأمهات وأولياء الأمور في حلها مادياً.
* إن مجانية التعليم في مرحلة الأساس أصبحت تواجه بأساليب تتفنن فيها إدارة المدرسة للالتفاف عليها عملياً عبر أنماط من الوسائل التي تهزم المجانية من أساسها مثل لجنة القبول التي أصبحت تضع رسوماً للدخول حسب حالة الآباء وأولياء الأمور.
* كذلك الكتب التي ينبغي أن يجدها التلاميذ والطلاب في مدارسهم مجاناً، فإنها إما تباع في الوزارة أو خارج الوزارة بأثمان مضاعفة ودون أن يعرف أحد كيف تسربت هذه الكتب من الوزارة وعلى أي أساس تم تسريبها لكي تباع خارج الوزارة تجارياً.
* للأسف المدارس الحكومية التي كانت قبل سنوات قلائل قبلة الأسر التي تود أن تضمن لأبنائها دراسة منتظمة وفق منهج تربوي وتعليمي مشرف أصبحت طاردة، وأصبحت الأسر تأكل من سنامها إذا تبقى لها سنام لكي تعلم أولادها تعليماً منظماً وفق منهج تربوي وتعليمي مهما كلفهم ذلك من رهق مادي على ميزانياتهم المحدودة.
* إننا نقدر جهود المدارس والمؤسسات التعليمية الخاصة، وحقها في التنافس، ولكن هذا لا يعني إهمال مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية الحكومية التي كانت محط الأنظار عندما كانت الحكومة تعنى بها وتوفر لها كل مستلزماتها.
* وما يهمنا هنا هو مرحلة الأساس التي عليها تُبنى كل العملية التربوية والتعليمية والتي ينبغي أن تتوفر لجميع الذين هم في مرحلة التعليم الأساسي بكل مستلزماتها المكانية والبيئية والتعليمية دون فرض رسوم قبلية كشرط للقبول دون أن نقفل الباب أمام المساهمات الطوعية التي يمكن ان تسد الاحتياجات الأساسية للعملية التعليمية.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:940 – 2008-06-25
noradin@msn.com