د/ عادل الصادق المكي

فليحيا.. الكركار


[JUSTIFY]
فليحيا.. الكركار

قالوا الإنسان الأول البدائي.. كان ريحتو نفاذة جدا.. ومميزة.. يعني ممكن انت مسافة نص كيلو تشم ريحة زول.. وغير كدا.. كانو يميزو بين ريحة الراجل وريحة المرا.. يعني يجي الواحد تحت شدرة ويشم ريحة ويقعد يفرز “يا ربي دي ريحة زول؟.. واللا ريحة ابضربان؟”.. وابضربان حيوان ثدي ريحتو قوية شديد.. وكعبة شديد.. ومن شدة ما كعبة ومنفّرة.. بيستعملها سلاح لإخافة وإرهاب الأعداء.. وخصوصا العدو التقليدي ليهو الكلب.. الكلب يسكو ابضربان يفك الريحة.. الكلب يقوم جاري منها يومين ورا بعض (للمبالغة).. عشان ما يجي زول يبقى لي في رقبتي ويقول لي انت قاعد تسرح بينا… بالإضافة لأنو حاسة الشم كانت قوية جدا عند الإنسان.. وبيعتمد عليها في حياتو.. يعني لو شفع بيلعبو دس دس.. الواحد بيقبض اخوهو من الريحة.. يتابع الريحة لحدي ما يقيف فوق راسو.. مع تطور الإنسان بدت الريحة الكعبة تخف شوية شوية.. وبقى يستعمل العطور.. من الزهور.. والورود.. والخشب.. وهاص وبقى يتريح ويتعطر.. وأشكال وألوان من العطور.. وكل زول بقى يتبوبر بالريحة البتريحها.. ولكل شعوب وثقافة عطر بيحبوهو ويكون معمول محليا.. في ثقافتنا عندنا عطورنا المحلية.. والبنعرف ليها نحن وبتعجبنا.. وممكن لو شماها أي زول من ثقافة تانية.. يقول لينا دا شنو القرف دا..

في دبي قزازة ريحة فرنسية. الريحة اسمها (سر الملكة).. سعرها اتنين مليون درهم إماراتي.. ما يعادل أربعة مليار جنيه.. . أربعة مليار تسويهن في فتيل ريحة تختو في جيبك.. وتشيل أهلك.. فتيل الريحة دي مصنوع من الماس علي شكل فراشة.. صناعتو قالو اخدت ليها تقريبا سنتين ونص.. عشان يسوو الفتيل بس.. الريحة الفي الفتيّل دا تقعد من اربعة لي تلاتة سنوات.. مع المضارفة.. يعني نقيطة كل أسبوع!!

قالو الريحة دي.. لو انت داير تشتريها تمشي الشركة في فرنسا.. يقعد معاك خبير عطور.. ويدرس حالتك النفسية.. وطفولتك.. ويتونس معاك بعد كدا يحدد نوع الريحة الممكن يعملوها ليك.. الريحة البتتريح بها تتوافق مع تاريخك الطفولي.. يعني ما يكب ليك في ضهر ايدك وتقعد تشمشم فيها.. وتتبسط وتقول ليهو” ايوا.. يا اخي دي خطيييييرة عديل كدا”.

قراء لها الخبر ووهوو مستلقي على ضهورو عاين لي مروحة السقف مدة ثم كوّع وقبل عليها قال ليها “باقي لك يا سعاد.. انا ان مشيت للناس ديل. ونضمو معاي في أيام طفولتي ودرسو حالتي.. بسو لي ريحة كيفنها؟” قالت لو وهي شايلة بنيتها الصغيرة فوقها، وتحصحص لها في راسها والشافعة كل مرة تحاول تدخل اصبعها في نخرة امها قالت ليهو وتحاول أن تزح في أصبع الشافعة من نخرتها “غايتو أمك الله يرحمها.. شفعك ديل ما بتخيلهم يوم واحد ينومو، بلا تمسح لهم شعر روسهم بي كركار”! ثم رفع يديه حامدا لله على هذه الزوجة الوفية التي لم تقل له “ح يسو ليك عطر ريحتو طير طير”!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي