د/ عادل الصادق المكي

حمــــودي.. يا أصلي

[JUSTIFY]
حمــــودي.. يا أصلي

يشجع ابنه الصغير بأن يتعلم التبول لكي يتحاشى التبول في هدومو.. وبعد كل مرة يشجعه بأن يقول ليهو:- “حمودي يا أصلي”
وقف عند راس أبوهو.. والأب يحاول أن يحنس في نومة القيلولة، وأخذ يهز في كراع أبوهو وينبح:-
“.. يابا.. أبوي.. يابا.. أبوي يابا..أبوي.. يابا.. أبوي.. يابا.. أبوي.. يابا..ابوي.. يابا.. أبوي”
رد عليهو ابوهو بنهرة بعد أن رفع راسو وعاين ليهو “يا ولد.. مالك؟”
قال ليهو وهو مطيّر عيونو “أديني جنيه”
رد الابو بعد أن رقد راجع وغطا راسو بيدو اليمين “ما عندي جنيه”
قال له إصرار شديد وصرة وشي “اهـا.. عندك كم؟”.. قال الأب وهو في نفس الرقدة والشنقيلة بعد أن قبض جيوب الجلابية بعصبية “ما عندي قروووووووووش”
في هذه اللحظة جات وهي شايلة شافع في صفحتا وجرت الشافع النباح من جنب كرعين ابوهو وقالت لزوجها “دايرين خمسة وعشرين جنيه.. حق الصندوق، صندوق نسوان الحلة”
انتفض ثم قعد في نص العنقريب وهو في غاية الزهج.. قال ليها “انتو أصلو ما بتصدقو”.. ملص جلابيتو وجدعها ليها قال ليها هاكي فتشيها.. ثم ملص العراقي وقال ليها فتشيهو.. ثم حاول أن يتحلل من المخيط.. مسكت يدو وقعدت تكورك فيهو:- “الليلة وووب علي يا دفع الله!.. داير تسوي شنو؟.. ولدك واقف يعاين ليك”!! قرقر الشافع ثم نظر إلى ابوهو نظرة إعجاب.. “أبوي يا أصلي”!!
***
قال الشاعر الرائع حسن الزبير.. علي لسان المطرب الرائع الطيب مدثر:-
(ليه حياتنا اخترت غيرا
فيها احلامنا.. و.. كلامنا
فيها حاجاتنا الصغيرة)
هذا الشاكوش المهذب.. أخذ مني كثير من الوقت للبحث والتنقيب عن سببو.. بعد اجتهاد لقيت انو السبب في هذا الشاكوش هو الكلام والنقة “فيها كلامنا” والأحلام “فيهو احلامنا”.. يقعدو مع بعض يكملو النضم كلو.. من أحبك وبحبك.. أحبك وبحبك.. ولي عند الموت يصلو “بموووت فيك”.. يقعدو يتونسو ويحلمو ويناقشو الأحلام ويتغالطو فيها ويزعلو من بعض مثلا “نفسي نجيب ولد نسميهو خير السيد علي أبوي”.. ترد عليهو وهي تشيح بوجهها في تأفف..”بري يا يابا خير السيد اسم قديم نشوف ليهو اسم جديد شوية”.. يرد عليها وقد بدت علي وجهه علامات الغضب ” يعني اكنك انتي ما عاجبك اسم ابوي؟ ما تقولي كدي”.. ثم يسرح ويناقش في سرو “عليك الله مرا ما عاجبها اسم ابوي اطيرها وين؟” وبعد فترة صمت يستمر في النقة “نان وقت ما عاجبك اسم ابوي، دايرة تعرسيني لي شنو؟”.. أما السر الأعظم لهذا الشاكوش السرمدي.. يكمن في “فيها حاجاتنا الصغيرة” أها شفتو؟ الحاجات الصغيرة دي زاااااااتا.. سبب الأزمة!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي