هل يمكن تطبيق التجربة التونسية في السودان؟!
طبعا الإجابة المستعجلة والقريبة للذهن هي “نعم”! وهي ليست إجابة خاطئة ولكنها تحتوي تبسيطا مخلا لقضية كبيرة وذات جوانب متعددة؟ إذ من الأفضل أن يقال … هل يمكن ان يقتبس السودان ويستفيد من المنهج التونسي الذي وضعته حركة النهضة وتراضت عليه بعض القوى التقدمية والعلمانية في تونس؟
يجب أن نقر أيضا أن النهضة لم تكن متفقة في تفاصيل إدارة الأزمة … وكانت هنالك ممانعة في التنفيذ ولكن في النهاية كانت القيادة تحكم صوت العقل والحكمة وإن كانت “متأخرة” في بعض القرارات … مما هدد تحالفها الثلاثي مرات ومرات.
تونس ليست السودان ولكن منهج “الشراكة الحقيقية بين الأضداد” تم تجريبه في السودان قبل تونس في الفترة من 2005 2011 والسبب أنه لم يكن هنالك مخرج آخر سوى هذا المنهج … ومما ينتقد به هذا المنهج أنه فصل الجنوب ولم يضمن الأمن للشمال … ولم يضمنه للجنوب أيضا.
عودة إلى تونس … هل كان سبب عبور تونس لما يجوز تسميته بـ “الربيع المرتد” على وزن “هجمة مرتدة” هو وجود ضامن علماني في حكومة الأولى عقب الثورة؟! الإجابة “نعم” ولكن مع بعض التوضيحات وهي أن القضية ليست علمانيين وإسلاميين إنما هي قضية بناء مرحلة على أعتاب مرحلة وليس على أنقاض مرحلة.
حكومة الجبالي الأولى كانت مكونة من ثلاثة أحزاب وهي حركة النهضة بقيادة الشيخ راشد الغنوشي والمؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة المنصف المرزوقي و التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، هو حزب تقدمي علماني، تأسس في العام 1994، وكان بذلك أول حزب يحصل على ترخيص العمل من نظام زين العابدين بن علي وسلفه بورقيبة منذ 1988. وكان يصدر صحيفة أسبوعية تحمل عنوان “مواطنون” وتنشر آراء الحزب بانتظام منذ العام 2007 وإلى زمان الثورة التونسية وما بعدها.
من الملاحظ أن التكتل الديموقراطي من الاحزاب التي كانت تشكل حضورا شرعيا مصادق عليه من قبل الحكومة في عهد زين العابدين بن علي بينما كانت حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية من الاحزاب المحظورة.
وتقلد مصطفى بن جعفر زعيم التكتل موقع رئيس البرلمان وهو موقع مهم وخطير في الحكومات الديموقراطية.
جوهر نجاح تونس في الإفلات من السيناريو المصري هو استصحاب المرحلة السابقة … بطريقة غير مباشرة ثم بطريقة مباشرة حاليا … وليس وجود ضامن علماني فقط.
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
جوهر نجاح تونس في الإفلات من السيناريو المصري هو :
الوعى العالى وثقافة اللشعب التونسى .. دون بقية الشعوب العربية ..
سبخان الله .. كل واحد بقى خبير فى كلو ..