مفاجآت الموبايلات
واقعنا اليوم فرض المحمول علينا.. في البيت.. في المكتب.. في الشارع وهذا المحمول محمولاً على ايدي الكبار والصغار من الجنسين وهو الجليس والأنيس بايجابياته العديدة وقيمته العظيمة ويكفي أن تعلم بأن هذا الجهاز الصغير الخطير جداً يمكن أن يكون مصدراً لسعادتك في الدنيا.. ويمكن ان تتمدد سعادتك بواسطته فيكون قدرك المقدور في الدار الآخرة!! حيث جنات الخلد والخلود.. بشرط أن تجعله ايجابياً.. فتوجهه وتسيره وتحرص ألا يسيرك ويقودك.. فإن حدث منك هذا.. فصدقني انت «معتدل مارش» نحو السعادة والأمن والطمأنينة.. واليك روشتة الخير في هذا الجهاز الخطير وأهم بنود هذه الروشتة هو تنزيلك لحديث الرسول الذي لا ينطق عن الهوى «لن يدخل الجنة قاطع رحم».. إذن في كل يوم جديد يمر عليك ضع في برنامجك الاتصال على أرحامك تواصلاً وتوادداً.. واجعله وسيلة علم نافع وتعلم يزيدك وينور طريقك.. واحرص في تعاملك مع هذا الجهاز على التريث والصدق والتأدب بخلق وأخلاق ديننا الحنيف.
وإن أردت الطريق الآخر أسأل الله أن يهدينا ويهديك فلابد أن أنبهك بخطورة هذا الطريق.. واكتفي بعكس بعض ظواهر الموبايل السالبة.. وهي بكل الصدق قد حدثت فعلاً واليك بعضها ويسرني أن تتواصل معنا وتمدنا ببعض ظواهر الموبايل السالبة لنعكسها للقراء ولكم الأجر والثواب اولاً.. المكان حافلة ركاب متوجهة من الخرطوم الى ام درمان.. احد الركاب طاعن في سنه كما يبدو وملتحي يستقبل مكالمة وكل من بداخل الحافلة يسمع تحاوره مع المتصل..
– يا عبد الرحمن لا إله إلا الله «ولا يكمل الشهادة»
– يآخي الدنيا طايرة!! «وبالطبع الدنيا زائلة وطايرة»
– أنا ما قلت ليك أنا في الأبيض! وبعد ثلاثة أو أربعة أيام سأعود واعطيك قروشك دي..
وانتهت المكالمة… ويخاطب الرجل الشائب احد الشباب.. يا حاج إنت راجل كبير «بتكضب» ليه؟ فيرد عليه يا ولد إنت مالك بتتحشر في كلام لا يعنيك.
– عزيزي مثل هذا الرجل الشائب.. وبسبب هذا الجهاز يظل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. والسبب طبعاً هو هذا الجهازالصغير الخطير…
ثانياً: المكان داخل مسجد بالخرطوم في صلاة المغرب وتحديداً في الركعة الثالثة.. وهذا الجهاز الخطير يردد وبصوت الموبايل الصيني عالي النبرة.. «حبيبي أكتب لي وانا اكتب ليك».. ويدخل الشيطان.. وتخرج الطمأنينة بالأبواب والنوافذ.. ولا تعليق لأن الأمر حقيقة لا يحتاج منا لتعليق.
ثالثاً: داخل احد المنازل في مناسبة اجتماعية وأحد المدعويين «داخل المرحاض» ويرِّن موبايله معلناً عن اتصال من شخص كان مفاجأة وبعد غياب طال.. فيرد صاحبنا الذي يحمل درجة علمية رفيعة.. وبصوته الجهوري.. يا سلام والله والله والله دي أجمل مفاجأة.. وتعليقنا فقط على تذكيركم بآداب دخول المرحاض.. لتروا كيف أن هذا الجهاز خطير ويحتاج منا التعامل بحذر شديد.. ونحن في انتظار ظواهر سالبة لنعكسها ولنجعل من هذا الموبايل نعمة وليس نغمة..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]