هل رأى الحُبُ سُكارى.. لــط
الساعة الثامنة مساء بتوقيت السودان الخامسة بتوقيت قرينتش دخل من باب صغير.. ما قدر يدخل عديل.. دخل بالجنبة.. تحرك إلى حيث الراكوبة وفانوس مولع.. .
“تمبولة ازيك”
“اهلا”
“البارح كان دااااااشر.. إن شاء الله الليلة يبقى كويس؟.. عليكم الله لما تجو تسو شي خافو الله.. الله دا خافوهو.. ”
ناولته جغيمة في كباية لكي يحكم.. كشحها في خشمو.. ثم كشر.. ثم نفخ.. ثم بصق.. ثم اصدر قرارا بصوت شبه مبحوح من اثر الجغيمة “ايوا يا اخي كدا.. انتي الله يحججك”.
دخلت وخرجت تحمل كيسا.. ملفوف ناولته له.. قال لها وهو يحاول ان يخفيه في جيب العراقي تحت الجلابية.. “شفتي ناس الحلة العواليق ديل؟.. قالو يرحلوكي.. عشان بيتك لصق مدرسة الاولاد، وخايفين الأولاد يتعلمو شراب العرقي”
قالت له وهي واقفة وقد بان عليها الغضب الشديد” شوف ديل بالله؟.. والله حقارة.. ناس الحلة ديل حقارتهم دي اصلو ما بيخلوها؟.. هم ما يرحلو مدرستهم؟”!!
***
في أطراف المدينة.. قادتني الظروف لزيارة احدهم.. عند الرجعة ركبت اول وسيلة مواصلات.. قعدت بالقرب منه.. عاين لي.. تفوح منه رائحة الخمرة.. قال لي”انتو ما مسلمين؟” قلت ليهو “الحمد لله مسلمين” عاين لي “هيغ.. طيب وقت مسلمين الواحد فيكم يجي يقعد دُج ما يقول بسم الله؟.. قول بسم الله.. بسم الله دي قولوها في اي حاجة. هيغ.. تقعد قول بسم الله.. تقوم قول بسم الله.. .هيغ.. ترقد قول بسم الله.. تاكل قول بسم الله.. هيغ تشرب قول بسم الله.. ولازم تشرب هيغ بيدك اليمين عشان الشيطان ما يشرب معاك.. هيغ.. شفت العرقي دا؟ تشربو باليمين.. هيغ.. انتو مسلمين ساااااكت بالنضم بس” بعد هذه الموعظة والتي أثرت فيني وعشان اسكتو قلت ليهو “أها.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم”.. عاين لي وصرّ لي صرة شديدة وقال لي “هيغ.. حسي الشيطان دا جايب سيرتو ومتعوّذ منو مالك؟ هيغ.. واللا حسادة منك عاوز تطير الفي راسنا دي.. هيغ من شر حاسدٍ اذا حسد”.. . كانت تجلس في الكرسي القادامنا مرا متقدمة في السن ويظهر زهجت منو.. زهج شديد.. وقعدت تنضم بصوت عالي كل من في المركبة يسمعها.. موجهة كلامها لجاري الطاشم وكان هذا الحوار الوطني:-
“نحن وليداتنا اريتهم وليدات السرور”
رد عليها “هيغ.. ونحن؟”
قالت له “انتو يا يابا ولاد التابا.. السكرانين الحيرانيين”
قال لها “هيغ.. وانتو؟”
“نحن اريتهم وليداتنا ولاد السرور الما بيسكرو”
رد “هيع.. ونحن ؟”
“انتو سجمكم يا السكرانين الحيرانين”
“هيغ وانتو؟”
“نحن يا يابا وليداتنا بلا الجامع والبيت ما عندهم شغلة”
“هيغ.. ونحن؟”
“انتو بلا الدواحة وشراب العرقي ما عندكم شغلة”
“هيغ وانتو؟”
“نحن يا يابا وليداتنا.. الله يخليهم سجارة ما بشربوها”
“هيغ ونحن؟”
انتو ولادة السواد و لادة السجم والرماد.. حسي عماد ولدي الله يغطي عليهو في الحج.. ضرب لي تلفون امبارح من منى””
“هيغ.. رقمها كم؟”
” منو هي؟”
“هيغ.. منى”
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي