أخصائيون عاطلون

عزيزى القارئ قديماً قال الشاعر العربى : (والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيب)! وإذا كان الشاعر يعتقد بأن (الليالى) فى زمانه ذاك يلدن (العجائب) فهو بلا شك )ما شاف عجائبنا ) .. هذه (العجيبة) من (تمثيل) وزارة الصحة الإتحادية و(إخراج) مجلس التخصصات الطبية ..

قامت وزارة الصحة الإتحادية في شهر أبريل ٢٠٠٨ بالإعلان عن وجود وظائف نواب أخصائيين وقامت بإبرام عقد مع المتقدمين يتص على الآتي :
– إبتعاث المتدرب لمجلس التخصصات لفتره ٤سنوات
– تلتزم الزارة بدفع مبلغ ١٢٠٠٠ (أطناشر مليون جنيه بالقديم) لمجلس التخصصات عن كل متدرب كرسوم تدريب .
– تقوم الوزارة بدفع مرتب شهري للطبيب مقابل عمله في المستشفيات أثناء فتره التدريب
– تلتزم الوزارة بإستيعاب الطبيب بعد نهاية فترة التدريب بإستيعابه في وظيفة أخصائي بعد سنوات التخصص الأربعه ونجاح الطبيب في الامتحان النهائي .

الكلام الفوق ده كلام واضح ومكتوب في عقد بين الوزارة كطرف أول والطبيب كطرف ثان ، يلا نشوف الحصل :
بعد إنتهاء الأطباء من فترة التدريب ونجاحهم في الإمتحان النهائي تفاجأوا بأن الوزارة لم توفر لهم وظائف كاخصائيين وقامت في ذات الوقت بإيقاف رواتبهم ، تخيل معي أيها القارئ الكريم أن وزارة الصحة الإتحادية لا توجد بها وظائف أخصائيين في فروع الطب المختلفة (يعني شبعانه ومكتفيه) .

فجأة أصبح هؤلاء الأطباء الأخصائيين (عطالي) في هذه الظروف الحياتيه الصعبة وفيهم من يعول أسرة أطفال ومدارس وإيجار وأكل وشراب وجمرة وموية ونفايات وهلم جراً ، أي شخص في مكان هؤلاء الدكاترة الأخصائيين سوف يفكر في شئ واحد للخروج من هذه المحنه ، وهو أن (يغترب) ويترك هذه البلاد الظالم أهلها ، وعشان الواحد فيهم يغترب لازم تكون معاهو شهاده من (مجلس التخصصات الطبية) تثبت إنو (أخصائي) وعشان المجلس يستخرج الشهادة لازم (إذن) من الوزارة وعشان الطبيب ياخد الإذن لازم يعمل (خلو طرف من الوزارة) .
ذهب الدكاترة الاخصائيين للوزارة لإستخراج خلو الطرف فطالبتهم الوزارة بدفع مبلغ (12) أطناشر مليون جنيه (بالقديم) سرعان ما زادتها إلى (24) أربعه وعشرين مليون سرعان ما زادتها إلى (36) ستة وثلاثين مليون حتى رست أخيراً على (60) ستين مليون (الجماعة شغالين مع الدولار) !
ومع أن الوزارة في العقد قد إلتزمت بدفغ مبلغ أطناشر مليون للمجلس إلا انها طالبت الطبيب بعد دفعه للستين مليون (مقابل منحه خلو الطرف) أن يقوم بدفع الأطناشر مليون للمجلس ليكون مجموع ما يدفعه الطبيب للحصول على شهادته هو (72) إثنان وسبعون مليون جنيه علماً بأن هذه الشهادة هي المستند الوحيد عالميا الذي يثبت انك أخصائي وتستطيع أن تعمل بها في بلاد الله التي تحترم انسانها.

في شهر فبراير ٢٠١٤ اعلن مجلس التخصصات ممثلا في أمينه العام للأطباء انه نسبه لان الوزاره لم تلتزم بدفع رسوم التدريب لمبتعثيها لعدد من السنين فإن من يقوم بدفع ال (إطناشر مليون جنيه) من الأطباء للمجلس فإن المجلس يلتزم باستخراج الشهاده له علما بانه لايوجد عقد بين الأطباء والمجلس ( لكن سيد الرايحه يفتش خشم البقرة) .
لم يصدق الأطباء النبأ فطفق كل واحد فيهم (يجمع في القروش) الدخل صندوق وشال الصرفه الأولي ، الباع دهب عرسو، الأهلو عملو ليهو كشف وتدافع الأطباء وعددهم حوالى 250 طبيب وقاموا بدفع (الأطناشر مليون) للمجلس أملاً في إستلام شهاداتهم أنفكاكاً من هذا (الرق) وهذه (العبودية) ولكن أملهم قد خاب بعد أن بدأت المماطلة مره (تغيير أختام) ومره (التوقيعات) ومره ورق الشهادات في مطبعة (سك العمله) وبعد مشاوير ومساسقه و(تكاسي) و(أمجادات) وأيام وليالي كانت الفاجعة وكان رد المجلس (الكارثي) :
– والله ياجماعه الإجراء ده أتوقف من جهات عليا وأخد مجري سياسي ومافي شهادات !
– وهتف الأطباء بصوت واحد (طيب رجعوا لينا قروشنا الدفعناها) !
– قروشكم دي اعتبروها بدل الإفادة وتسجيل المجلس الطبي العملناهم قبل سنه وقروشها في بطنهم أو اشتكوا لو ما عاجبكم .. ومعناتا بالعربي كده (أعلى ما في خيلكم أركبوهو)

هل تتدخل شخصيات (نافذه) للضغط على مسؤولي (المجلس) لمنح هؤلاء الأطباء (شهاداتهم) حتي يستطيعوا الأكل من خشاش الأرض وللا الضغط ده بس على (وزير العدل) !!