يمكنك الاختيار.. الكافيين داء ودواء في آن واحد
اختلفت الدراسات حول مضار وفوائد الكافيين، فالعديد منا لا يستغني عن فنجان القهوة أو الشاي في أي وقت من أوقات النهار، فهو المحفز لاستقبال يوم جديد مليء بالأنشطة ، وهو أفضل محسن للمزاج في الأوقات العصيبة.
وقد خلص بحث علمي موسع أجراه علماء نرويجيون، إلى أن مادة الكافيين هي الداء والدواء في آن واحد للصداع، مؤكداً أن “مدمني” الكافيين ممن يستهلكون كميات كبيرة منه بشكل يومي، أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بالصداع، مقارنة بمن يستهلكون جرعات أقل من المادة المنبهة.
ولاحظ العلماء أن قلة استهلاك الكافيين لها تأثير سلبي بدوره، ويتمثل في ازدياد احتمالات الإصابة بصداع مزمن، ويعرف الصداع المزمن بأنه نوبات من أوجاع الرأس تصيب الشخص 14 يوماً، أو أكثر، كل شهر.
ولم يجد الخبراء تفسيراً شافياً للتباين في مؤثرات الكافيين، إلا أنهم ينصحون من يعانون من نوبات صداع عرضية بالتقليل من تناولها، أما الذين يصابون بنوبات مزمنة من الصداع فما عليهم سوى شرب المزيد منها.
ويعتبر الكافيين مادة منبهة وتتواجد عادة في القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشكولاتة ومشروبات الطاقة وتتواجد أيضاً في بعض الأدوية.
وتأتي الدراسة النرويجية إثر أخرى أمريكية حول خصائص الكافيين، ووجدت أنه قد يساعد في القضاء على الخلايا السرطانية المسببة لسرطان الجلد.
ويأمل العلماء أن تؤدي نتائج الدراسة، لتطوير مراهم أو كريمات من مادة الكافيين للمساعدة في الفتك بالخلايا البشرية التي تضررت جراء التعرض للأشعة فوق البنفسجية، أحد أهم مسببات الأنواع المختلفة لسرطان الجلد.
ما هو الكافيين ؟
الكافيين هو الاسم الشائع لمادة “1,3,7-trimethylxanthine”، والتي عندما يتم تنقيتها، تنتج مسحوقاً مراً يضفي طعماً متميزاً في المشروبات غير المحلاة، ويتم تصنيفه بصور عدة على أنه من المنبهات، والمركبات المسببة للإدمان، والعقارات المعززة للأداء، علاوة على أنه من المواد المساعدة على التخسيس.
مصادر الكافيين
يوجد الكافيين في العديد من المشروبات والأطعمة والعقاقير الطبية، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية والمشروبات الأخرى الباعثة للطاقة مثل “ريد بول”، والشكولاتة، والعقاقير الطبية الموصوفة، كما تحتوي بعض أقراص الصداع والمسكنات وأدوية السعال وأقراص التخسيس على الكافيين أيضاً.
ماهى كمية الكافيين المناسبة للشخص ؟
يتفق الخبراء على أن الاستخدام المعتدل للكافيين لن يكون مضرًا للأفراد بصورة عامة، حيث يجب أن تكون أعلى نسبة لتناول الكافيين هي 500 ملجم يومياً، والنسبة المتوسطة 250-500 ملجم، أما النسبة القليلة فهي أقل من 250 ملجم.
وقد تظهر الأعراض الجانبية السلبية المذكورة حتى مع تناول كمية قليلة يبلغ معدلها 100 ملجم يومياً بالنسبة للبعض، فلكل منا نسب استجابة مختلفة للمواد التي يتم تناولها.
لهذا يجب على الفرد أن يقوم باحتساب نسبة الكافيين التي يتناولها يومياً، واحتمالية زيادة الكافيين إثر بعض العقاقير الطبية التي يتناولها، فتناول 3 أقراص للصداع سيضيف 150 ملجم من نسبة الكافيين على مدار اليوم.
ما هي البدائل؟
يمكن أن يساعد تناول عصير الليمون أو الشاي بالزنجبيل على تنظيم مستويات ضغط الدم، وتسكين أعراض البرد والانفلونزا والغثيان، كما يخففان من تقلصات المعدة، وتحسين عملية الهضم، وسيولة تدفق الدم، فضلاً عن تقوية جهاز المناعة. ومن أجل إضفاء طعم حلو للشاي، يمكن إضافة بعض العسل.
أعراضه الجانبية
قد تتضمن أعراض الكافيين الجانبية: سرعة وعدم انتظام ضربات القلب، الأرق، العصبية وحدة الطبع، الارتعاش، الصداع، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ، الإسهال وزيادة إدرار البول. كما أن هناك أثراً جانبياً آخر للكافيين ألا وهو احتمال إدمانه والاعتياد عليه.
ويعمل الكافيين على زيادة ضغط الدم، حتى مع الأفراد الأصحاء، لكنه يزيد بصورة أكبر مع كبار السن على وجه الخصوص، لذا يجد الأفراد الذين يعانون فعلياً من ارتفاع ضغط الدم، أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يزيد من نسبة ارتفاع ضغط الدم لديهم إلى مستويات غير مقبولة، كما توصل بحث إلى أن النساء اللائي يتناولن كميات مفرطة من الكافيين لا ترتفع لديهن نسبة الحمل مقارنة بمن يتناولن نسباً معتدلة من نفس المادة.
ومن إحدى القضايا الأخرى هي وجود حمض التانيك والمثيرات المعوية في الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. لذا، فعند الإفراط في شرب تلك المشروبات فإنها تعوق الامتصاص المناسب للمواد المغذية والمعادن التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه بالصورة الملائمة.
دراسات مؤيدة
تشير دراسات حديثة إلى أن تناول الكافيين يمكن أن يقلل من خطورة تطور مرض الشلل الرعاش واحتمالية الإصابة بسرطان الكبد، كما أن هناك دلالات تفيد بأن الكافيين يمكنه أن يقلل من تليف الكبد. وهناك تأثير إيجابي آخر، وهو أن الكافيين يمكنه زيادة راحة معدل امتصاص الغذاء بالنسبة للنحيلين والبدينين وهذا ما يبرر سبب احتواء أقراص ومنتجات التخسيس بما فيها أقراص الحمية العشبية على مادة الكافيين.
أما الأمر الجيد بخصوص تلك المادة، كونها منبه للنظام العصبي المركزي، حيث تزيد من معدل التمثيل الغذائي الذي يساعد على حرق الكثير من السعرات الحرارية “رغم أن ممارسة التمارين الرياضية تعتبر أكثر فعالية”، وتزيد أيضًا بصورة مؤقتة من صفاء الذهن، بالإضافة إلى تهيئة العضلات من أجل ممارسة الأنشطة.
ونظراً لخواص الكافيين المنبهة، فمن الممكن أن يساعد الأشخاص على البقاء متيقظين ومنتبهين في الأوقات التي تتطلب منهم التركيز البالغ.
المصدر :محيط