الطاهر ساتي

إنهم ينسجون ال …( ورش ) ..!!

[ALIGN=CENTER]إنهم ينسجون ال …( ورش ) ..!! [/ALIGN] ** أخيرا إكتشفت عبقرية لجنة التجارة والصناعة بالبرلمان أن صناعة النسيج في السودان تجاوزت مرحلة المرض إلي حيث مرحلة الاحتضار ..وهى المرحلة التي تصبح فيها روح كل شئ قاب قوسين أو أدنى من الموت ..وصناعة النسيج في السودان وصلت إلي تلك المرحلة ، أو هكذا جاء الإكتشاف هذا على لسان عباقرة لجنة التجارة والصناعة بالبرلمان عقب جولة تجول فيها أعضاء اللجنة البرلمانية نهار الأحد الفائت ، حيث غطت جولتهم تسعة من مصانع النسيج المتوقفة عن العمل بمحافظتي أم درمان وبحري ، والتسعة بمثابة بعض المصانع المتوقفة وليست كلها ، وكذلك هى بعض مصانع بحرى وأم درمان فقط وليست كل مصانع نسيج السودان المتوقفة.. وربما حرارة الطقس هى التي أوقفت جولة أعضاء اللجنة البرلمانية عند تلك التسعة ، ولو تواصلت جولتهم لما توقفت أو إنتهت حتى فجر الغد ، حيث مصانع النسيج المهجورة في أرجاء البلاد كثيرة ..والله المستعان ..!!
** المهم ، اللجنة تجولت ثم حررت شهادة مفادها : أن صناعة النسيج تحتضر .. وأحسب أن شهادة كتلك ليست بحاجة إلي تجوال اللجان ، فحال النسيج معروف للكل ، وخاصة للحكومة ، من غير تجوال اللجان ..ورغم أن اللجنة عرفت بعض أسباب الإحتضار التي من شاكلة الضرائب والرسوم والجبايات وأزمة التمويل وغيرها ، غير تلك الأسباب هناك سبب واضح جدا أدى الي هذا الإحتضار بيد أن اللجنة لم تقله لا تصريحا ولا تلميحا وهو : أن الحكومة ذاتها لا ترغب في تطوير هذا القطاع ، بل نهجها تجاه النسيج كان ولايزال ساعيا إلي تمزيقه ، وللأسف نجح المسعى بامتياز ، حيث تحولت المصانع إلي مخازن مهجورة لا حياة فيها ، أو كما وصفتها لجنة البرلمان .. وتمزيق قطاع النسيج لم يقف عند ابادة بذور الذهب الأبيض في الجزيرة وغيرها لتحل محلها بذور أزمات المشروع ، ولكن تواصل بحيث حاربته الحكومة بفتح أبواب الوارد للشركات مع تضييق خناق الضرائب والرسوم والأتاوات على مصانع البلد ..وبهذا النهج المعادي للصناعة الوطنية أو العاجز عن حمايتها أصبح حال مصانع النسيج كذاك الملقي في البحر مكتوفا من الأيدي ، فكيف لاتحتضر أو.. تموت ..؟
** والغرفة الصناعية تعد عمال النسيج المتشردين – أكثر من 15 الف عامل – بورشة مرتقبة في مايو القادم لتطوير قطاع النسيج ، ثم تذكرهم بخطة سابقة وضعتها الحكومة – قبل كذا سنة – من ثلاث مراحل للتطوير ولم تنفذ منها غير مرحلتين بنجاح ، ولكن المرحلة الثالثة وهى مرحلة التطوير لم تنفذ ، أو هكذا تتحدث الغرفة .. وهنا نسأل بكل براءة ، إن كانت المرحلة الثالثة وهى أهم مراحل – – لم تنفذ ، فماهى تلكما المرحلتان – الأولى والثانية – المنفذتان بنجاح ، كما وصفتهما الغرفة الصناعية ..؟.. أي ، إن كانت مرحلة التطوير وجدت إهمالا وتجاهلا ، فما هى المراحل السابقة لها والتى نفذتها تلك العبقرية بنجاح ..؟.. أحسب أنهما مرحلتا ( التنظير وطق الحنك ) في قاعات الورش والمؤتمرات والسمنارات .. وربما هذا وذاك هما ورشة مايو التي تعد بها الغرفة الصناعية للعمالة المشردة ..ولو لم يكن الأمر كذلك لنفذت الحكومة وغرفها ولجانها البرلمانية ما تبقت من تلك المراحل الثلاثة ، مرحلة التطوير ، بدلا عن وعد أخر بورشة أخرى تتفرع منها ورش صغيرة وسمنارات جانبية ومؤتمرات هامشية ، و..و…و..و المزيد من ( دوران الساقية ) … ما هكذا نهضت مصانع الدنيا والعالمين يا .. عالم ..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 21/04/2009 .العدد 5681

تعليق واحد

  1. يا حليل مصنع الصداقه بالحصاحيصا ,والذي تعيش عليه حوالي الثلاثه الف اسره

    تشرد معظمها وكذلك ادي الي ركود اقتصادي بسوق الحصاحيصا والله يجازي اللي كان السبب