حتى تكتمل الصورة
*طيلة فترة حقبته بوزارة الزراعة لم تحدثني نفسي بالاقتراب أو الاتصال بالسيد المتعافي، وهو يومئذ يمتلك (قلماً وزخماً وبندقية)، لكني فعلت ذلك عشية إرسال الرجل إلى المعاش.
*كانت صحافة الخرطوم ترزح يومئذ تحت وطأة (المقالات الراعية الباهظة) قلت للرجل الطليق ساعتئذ (إن القصة أنت)، وستثبت لك الأيام أن الأضواء والإعلام ستنفض عن وزارة الزراعة بعد رحيلك.
*ويمر الآن الأسبوع والأسبوعان وبالكاد تجد موضوعاً زراعياً أو لا تجده، فالقصة كلها أن السيد المتعافي قد أصبح (موضوع شباك إعلامي) بامتياز، فلقد كانت (مواسم التقاوى وزهرة الشمس) أكثر أيام صحافتنا ازدهاراً وتوزيعاً وترويجاً.
*تصوروا معي أن (أمة النيل والشمس والتاريخ). أيام كساد زراعتها مواسم ازدهار صحافتها، وأن في فساد تقاويها إصلاح لصحافتها، فعلى الأقل قد ذبلت موضوعاتنا الزراعية بعد رحيل الدكتور إسماعيل المتعافي، ولم يعد لها طعم ولا لون ولا رائحة ولا سوق رائجة!
*أذكر جيِّداً أن المرة الوحيدة التي تدافع فيها الإعلاميون بالمناكب والأقدام والإقلام إلى وزارة الزراعة بشارع الجامعة بالخرطوم، كان ذلك على إثر تداعيات موضوع (زهرة الشمس) الشهير، وأصدقكم القول أن كثيرين ممن التقيتهم في ذلك النهار كانوا يدخلون وزارة الزراعة لأول مرة في حياتهم المهنية!.. قلت يومئذ “ألا يكفي الرجل أنه قد أعاد الإعلام والأضواء لقضيتنا المركزية المنسية”.
*لقد عاد الدكتور إسماعيل المتعافي الآن إلى واجهة الإعلام على متن آخر منصب بقي له، إذ لم يهدأ للإعلام بال إلا بعد تجريد الرجل من كل ما يملك ولا يملك، ولا أعرف بعدها رجلاً يمكن أن يوفر لنا كل هذا الزخم الإعلامي وبإمكانكم أن تسألوا التلفزيوني الطاهر حسن التوم كم حلقة تلفزيونية مشهودة قد وفرها له السيد المتعافي؟!
*ذهبت يومئذ لبرنامج (حتى تكتمل الصورة)، لعل الآخرين يفلحون هذه المرة بتجريم الرجل أمام الأشهاد، فعلى الأقل قد ذهب الرجل إلى تلك الحلقة، وفي ذمته (خمسة وعشرون مليون دولار) حسبما قالت وثيقة الإعلام أو قل (صحيفة الإعدام) الصحفية إنها مبالغ (الشعب السوداني)، ويا حليل الشعب السوداني الذي يمتطي تفويضه الكثيرون هذه الأيام، أما إن الرجل المتعافي قد التهمها أو قدمها رشوة، والأحكام أصلاً قد صدرت إعلامياً أن (الرجل مرتشٍ)!
*و(عليك أمان الله) خرجنا من الحلقة ولم يثبت أن الرجل قد أخذ مليماً من (مال الشعب المسكين)، أو أنه قد قدمها رشوة، وكل الذي حدث أن الرجل يتحصن (بوثائق جهيرة) وبعض ابتسامة في وجه الكاميرا، وكثيرون هم الذين تغضبهم ابتسامة السيد المتعافى!
*تهم كثيرة صيغت في مواجهة الدكتور المتعافي منذ أن أصبح رجل منابر جهيرة، فمنذ ولاية الخرطوم وحتى (سكر مشكور) لم تثبت جهة عدلية إدانة الرجل، صحيح أن بعض الإعلام قد أصدر إداناته!
*أصدقكم القول، لا تربطني بالرجل صلة قرابة ولا أدعي صداقة، وعلى الأقل أن الرجل خارج خزائن الدولة، إلا أنني في المقابل أود أن أدون سطرين أذهب بهما لله سبحانه وتعالى، يوم نقف نحن الإعلاميين تحت عدالة (نون والقلم وما يسطرون)، تصبحون على خير..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]