الطاهر ساتي
لا فرق … الجديد كما القديم ..!!
** قبل نصف شهر تقريبا ، ظهرت ملامح المسودة المقترحة لتكون قانونا للصحافة.. وجاءت الملامح ببعض النصوص الشمولية التي تقيد حرية الصحافة ، فتوجست منها الصحف وكتبت وانتقدت تلك النصوص وطالبت البرلمان بتعديلها بحيث يتسق النص المقترح مع دستور الدولة ثم المناخ الديمقراطي المرتقب .. الكل توجس وانتقد وطالب بتعديل تلك النصوص التى من أبرزها نص الغرامة وسلطة مجلس الصحافة ، نعم الكل طالب بتعديل بعض نصوص تلك المسودة بما فيهم نقيب الصحفيين في خبر موثق بصحيفة الرأى العام .. ثم دخلت الحركة الشعبية ، الشريك الإستراتيجي ، ساحة نقد المسودة ومهاجمة النصوص والمطالبة بتعديلها ، فاستبشرنا بهذا الدخول خيرا بمظان أن الشريك هذا قد ينجح في تعديل ما يجب تعديله بحكم التواجد في اللجنة المشتركة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وغيرها من مواقع صنع القرار .. ثم استبشرنا بالشريك خيرا بمظان أنه من دعاة : الديمقراطية والحرية والعدالة وووو غيرها من ( كلام الليل البيمحاه النهار ) .. وصدق المثل ..!!
** إذ يفاجئنا محمد الحسن الأمين قبل يومين بحديث معناه : أن نصوص المسودة التي تهاجمها الصحف وتهاجمها الحركة الشعبية وضعها وصاغها حرفا حرفا الشريك المسمى بالحركة الشعبية ، وليس حزب الأمة جناح مسار أو الإتحادي فرع الدقير ..لم إستوعب حديث محمد الحسن ، إذ ليس من العقل ولا من المنطق ولا من المصداقية أن تنتقد ألسنة الحركة الشعبية مسودة قانون وضعتها وصاغتها حرفا حرفا أيادي الحركة الشعبية ذاتها .. أي ، كيف يرفض لسانك بعد أسبوعين مكتوبا كتبته بيدك قبل أسبوعين ..؟.. وبكل صراحة وضعت حديث محمد الحسن في قائمة الأحاديث السياسية المذكورة في مقدمة الزاوية ، أي في خانة الكذب السياسي ، ولم أرهق نفسي عناء التعليق عليه ، وإني أعتذر له ولحديثه رغم أنه لم يطالبني بذلك ولم يقرأ خاطرى تجاه حديثه .. ولكن يجب الإعتذار لسبب مؤلم فحواه : أعترف الدكتور رياك مشار ، نائب رئيس حكومة الجنوب والقيادي البارز جدا بالحركة الشعبية للرأي العام بأن : الحركة الشعبية هي التي وضعت وصاغت كل نصوص المسودة المقترحة لتكون قانونا للصحافة ، بما فيها تلك النصوص المرفوضة .. هكذا يتحدث رياك بلسان حال الحركة ، دون أن يرمش له جفن ، وبلا دبلوماسية تحفظ ماء وجه الحركة أمام الصحافة السودانية المتوجسة من تلك النصوص المقيدة لحرية التعبير ..هكذا الأمر بكل بساطة : كتبنا نصوص المسودة سرا ، لنرفضها جهرا .. حقا : فالسياسة لعبة قذرة ، حين تمارس بلا مصداقية .. صدق القائل ، فالمقولة تصلح في أزمنة السودانيين ..( القديمة والجديدة ) ..!!
إليكم – الصحافة الاربعاء 22/04/2009 .العدد 5682
لاداعي للعجب فالحركة الشعبية جبلت علي التناقضات والرفض. اذكر مرة ان احد الساسة طلب ان لايدعي ابناء طائفته بـ……………………. فاول كلمة له بعد هذه الجملة ان قال نحن ابناء …………………
الله يكون في عونك يابلد اذا كان هؤلاء هم القادة المنوط به التغيير