فدوى موسى

طريق الحرير (3)

[JUSTIFY]
طريق الحرير (3)

عندما بادر احد المشاركين بندوة الاعلام النقابي المنعقدة في بكين في توجيه سؤاله المخلوط ببعض اللوم والعتاب للجانب الآخر عندما قال (نحن في المنطقة العربية نشكو من عدم جودة البضائع الصينية حتى أنها أصبحت مثالاً للتندروعدم الاستحسان) وقع هذا الكلام في موقع صعب لدى اخوتنا الصينيين الذين اجابوا بكل وضوح «نحن نصنع لأمريكا وأوربا وللعالم كل حسب طلبه ومواصفاته ونحن نتعامل بمبدأ العرض والطلب اي أنتم الذين تحددون مواصفات طلبكم ونحن نوفره لكم بمستوى الجودة التي تناسب متطلباتكم ) وكأن الرد في داخلي بما يشبه القول (يعني نحن الطلبنا رديء) والأصل ان الوكلاء والتجار يبحثون عن أسعار منخفضة، وان كان على حساب الجودة ولهم بعض العتبى لأن عليهم ايضاً سلسلة رسوم ومتطلبات لذلك لا يكترثون للجودة كثيرًا وبين نفسي همس وحديث هاديء بعد كل هذه الكلمات عن جودة البضائع الصينية التي نطلبها وفقاً لمعطيات واقعنا الا اننا ننام على الملايات والمفارش وربما المراتب الصينية ثم نشرب شاي الصباح في الأكواب الصينية، ونلبس الأحذية الصنية كذلك الملابس والمعاطف والشنط و… و… ثم ننتقد هذه البضائع…! ويبدو أن كثيرًا ما نخرج عن سياج واقعنا الصعب، لذلك كان المشارك منهزماً عندما رد على الاجابة (يجب أن تضعوا حدًا ادنى لمواصفات الجودة للبضائع التي تغطي أسواق المنطقة العربية).

لم يغب عن ذهن المترجم الذي رافق الوفود الى سوق (الحرير) أن يحقن بعض كلمات من اطار ما دار حول البضائع عندما قال(اخوتنا اصدقاؤنا نحن الآن سنذهب لسوق الحرير هو سوق جمع فيه الباعة الذين كانوا بالطرقات.. تختلف جودة بضائعه، فربما تأخذ بضائع ثم لا تجدها كما تتوقع عليكم الحذر، وأن لا تشتروا الأشياء الغالية دون أن تتأكدوا من ضمان عملها أو جودتها بأنفسكم.. اخوتي هذا السوق يوفر كثيرًا من احتياجاتكم) تأكد لي تماماً أن هذا المترجم قد لامس كلام (المشارك) في صباح ذلك اليوم بعض أوتار الغيرة على بضائعه الوطنية وتر حساس فلا خير أن يبعث فينا مثل هذه العبارة عموماً عليكم أن تتخيلوا مدى نظام هذا السوق الذي ينحصر في مبنى جميل، وتنظم البضائع فيه على نسق مرتب، اما الجودة فنحن نخبرها ذات الجودة الواردة الينا حسب طلبنا المهم سادتي لم يكن الوقت المحدد للتسوق يسمح بأكثر من النظر اذ كيف تحدد لمواطن عربي ان يتسوق في ساعة واحدة وهو يتبحلق هنا وهناك وينسجم مع السؤال عن سعر هذه وسعر ذاك ثم يخرج بخفي حنين أويكون قليل الحظ ويدفع ثمناً عالياً من (الينات) مقابل سلعة غير مؤكدة الجودة لكنه كما قال المترجم يناسب احتياجاتنا رغم ذلك تمكن بعضنا من حمل الأكياس، وبعض المنتجات الصينية.

آخر الكلام

يظل المنتج الصيني يتسيد الأسواق العربية حسب طلبها وظروفها وواقعها الاقتصادي وقدرة السكان فيها على الشراء، وتظل الجودة مرهونة بتلك الظروف، ولا تثريب على المنتج الصيني أن يكون قليل الجودة احياناً إن كان المطلوب هكذا (متى نخرج من طور الكلام والتنظير للعمل والانتاج والجودة)..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]