وتعملو رايحين

مما لا شك فيه أن للعلماء فضل ومكانة سامية وأدوار عظيمة يجب عليهم ان يقوموا بها ومسؤولية كبيرة وعظيمة تجاه مجتمعهم إذ عليهم التبليغ إلى الناس لكل ما يصلحهم ويصلح دينهم وحياتهم كما عليهم أن يكونوا معايشينً لواقع المجتمع عالمين بما يفكر فيه الناس وما يطرأ على أساليب تفكيرهم وما يخالج نفوسهم حتى يضعوا الدواء على موضع الداء بالحكمة والرفق والأسلوب الحسن.
كما أن الواجب على العلماء تنوير الناس وتقريبهمإ لى الحق وتعديل السلوكيات والظواهر غير الحميدة التي تظهر في المجتمع من حين إلى آخر والجهر بكلمة الحق .
في معظم البلاد الإسلامية اختفى علماء الحق الفاضلين الصادقين الأصليين وظهر بدلاً عنهم علماء (تجميع) نذروا أنفسهم لتمرير كل ما يخلف الدين ويوافق هوي السلطان ولتحقيق هذا الأمر تجدهم تارة يقومون بإختلاق المسوغات الشرعية المشوشة والمشبوهة محاولين بذلك الإلتفاف حول القضايا وتجميل الباطل وتبرير الفساد والظلم طمعا في تحصيل رضا السلطان ونيل وده وماله وتحصيل بعض من عطاياه و (برادوهاتو) !
مناسبة هذه الرمية كما يقول صديقى (د. البوني) هي هذا السكوت البهيم الفخيم الذي يمارسه علماؤنا الأفاضل تجاه ما يحدث من أحداث جسام في المجتمع أقلها غياب العدالة حيث يتم إطلاق سراح السارق والمزور والمحتال بعد أن يقوم بدفع (جزء) مما أخذه من مال بفقه لم نسمع عنه في الأولين ولا الأخرين في التعامل في مثل هذه المواقف أسماهو (ترزية القوانين) بفقه (التحلل) !
لم نقرأ لكل هيئات علماء السلطان (بيانا) يشجبون فيه تعامل (دولة الإسلام) مع (السارق) بهذ (اللطف) وهذه الرقة ولم نسمع أحدهم يقول أن هذه سرقة (حدية) من الدرجة الأولي فيجب أن ينفذ في فاعليها حد السرقة أو أنها تصل إلى حد الحرابه (هي الحرابة دي شنو) إذا كان غياب هذه الأموال عن خزينة الدولة يمكنه أن يساعد في موت آلاف المواطنين (الما لاقين حق الحقنة) !
بماذا يمكن أن يبرر هؤلاء العلماء سكوتهم عن أحداث جسام كهذه وسرعتهم في الإدلاء بالتصريحات وتفصيل الفتاوي وإصدار البيانات في أشياء تعد من صغائر الأشياء مقارنه (بالتحلل) !
أين ذلك الشيخ المثير للدهشة ( صاحب نظرية : الرجل لم يصمم لمرأة واحدة ) وقاهر المطربة شيرين المتصدى لكرة القدم النسائية والمحتج على توزيع (الواقي الذكري) أليس من واجبه الافصاح المباشر والتعبير عن رأى الشرع بقوة وشجاعة (ولا هو بس تخصص نساء وولادة) !
بالمناسبه هذا الشيخ (المتخصص) سبق وأن صرح وبكل فخر بانه ( صوت مرتين للرئيس فى الانتخابات الاخيرة ) يعني (مزوراتي) فهل يرجى منو أن يقف (ذاااتو) ضد السرقة والإحتيال والتزوير
أليس واجب علي (هيئات علمائنا) المختلفة والتي خرجت علينا ببيانات قوية تدين فيه الانقلاب على الشرعية فى مصر وتستنكر ( سفك الدماء ) و (انتهاك الاعراض ) و ( اهانة الكرامة ) أن تسأل نفسها (كيف جاء هؤلاء)؟ .. يعني جو راكبين (أمجاد) ؟ .. أليس هناك ذرة من الحياء !!
أنه امر مخزي (والله) أن يقف معظم (يعني ما كل) علماء الأمه (متفرجين) لما يحدث الآن من (أهدار) للمال العام وتلاعب به بعد أن صار نهج الدولة في التعامل مع الفاسدين هو (الغتغته) والجودية والتسوية و(التحلل) !
أين صوتكم أيها العلماء؟ هل جعلتم الدين وسيلة لبلوغ الشهوات وتحقيق النزوات ونيل المطالب (والراحات) ؟ لقد أفتى بعضكم بعدم سفر الرئيس .. (هسه في ذمتكم سفر الرئيس وللا التحلل ده)؟ كما أفتي بعضهم بحرمة (التفاوض ) مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ووصل بهم الحد فى اصدار فتوى ( بتكفير) الموقعين على ميثاق كمبالا كما أصدروا فتاوي أخري لا تقل (عدم إختصاص) من هذي !!
طيب ما أهو إنتو شغالين كويس .. وبتطلعوا فتاوى ذي العسل طيب ما تطلعوا لينا فتوى في إنتشار الفساد و(التحلل) ده؟ وللا بس القصة مما تجيب ليكم (هواء) مكنتكم تقيف .. وتعملو رايحين؟