الطاهر ساتي
أما الكهرباء .. فإنها مستقرة ..!!
** والحديث يجر الحديث ، وانقطاع التيار الكهربائي لم يعد حدثا في مستشفى الخرطوم فقط ، بل هذا الانقطاع أصبح حدثا وحديث أهل السودان في كل مكان يقع تحت مظلة الشبكة المسماة بالقومية ، وهي- مساحة – أقل من ثلث البلد ، ومع ذلك فلتكن قومية ، فالمهم : هذه الشبكة القومية لم تعد تحمل تيارا كهربائيا مستقرا في هذا الصيف ، وطبعا هكذا عهدناها فى كل صيف سابق ..ولكن غضب الناس في صيف هذا العام ارتفع عما كان عليه في فصول السنوات الفائتة ، ومرد ذلك أن الدولة – حكومة وشعبا ومعارضة – استبشرت خيرا وبعض الفرج يوم تشغيل توربينات سد مروي وسط هتاف : السد السد ، الرد الرد .. أو هكذا تقريبا كان هدير الهتاف يومئذ .. وعليه ، استبشر الناس خيرا وفرجا في هذا الصيف وكل صيف .. ولكن توجست بشارتهم حين عادت حليمة الكهرباء لقديمتها ، ثم خابت حين أعلنت الهيئة بلا حياء بأن العجز المتوقع في صيف هذا العام قد يصل إلي : 300 ميقاواط .. هكذا لطمت الهيئة بشارة الناس وفرحتهم بكهرباء سد مروي .. هكذا ، إعلان يصدر عن عجز مقداره ثلاثمائة في ذات الشهر الذي صدر فيه إعلان على الهواء مباشرة بدخول إضافة تنقص عن ذاك العجز بخمسين ميقاواط فقط لاغير « 250 ميقاواط » .. أى ، بالحساب البلدي : دخلت «250» إلي شبكة الخرطوم ، لتطرد منها «300».. والحساب البلدي هذا هو المنطق الذي يجعل الناس يحزنون ، ولهم الحق .. إذ ليس من العدل أن تهدي الناس ديوانا كاملا بمظان أنه قد يقيهم من الحر والظلام والجوع والعطش ، ثم يكتشف الناس بعد نصف شهر فقط لاغير أنك أهديتهم ديوان شعر لشاعر ناشئ .. وعليه ، فالحزن مشروع ..وما هكذا الإهداء يا مديري الكهرباء والوحدة ..!!
** وبالأمس قطع مجلس الوزراء حلم كل حالم بصيف ذي كهرباء مستقرة ، حيث قال بصريح العبارة قولا معناه : لا كهرباء مستقرة في إبريل هذا ، ولاكهرباء مستقرة في مايو القادم ، فانتظروا – رعاكم الله – شهر يوليو ، حيث فيه بإذن الله سيستقر تياركم العامر بأحلامكم وأمانيكم الطيبة كنواياكم ..أو هكذا المعنى .. ثم برر المجلس معنى حديثه بافادة جادت بها وزارة الطاقة ، حيث أفادت : زيادة الطلب المرتفعة بنسبة 23% عن العام الفائت هي التي تقف وراء أزمة الكهرباء الراهنة ..حسنا ، مبروك للأسر التي طلباتها الجديدة خصمت من أسر النسب القديمة تيارها القديم الذي كان مستقرا نسبيا مقارنة بهذا العام ، مبروك وإن شاء الله تضوي ليكم .. ولكن السؤال يا ناس : هل الطلبات الجديدة خصمت من تيار الخزانات والمحطات القديمة أم من تيار سد ومحطات مروي ..؟.. أم من تيار كل السدود والمحطات ، القديمة والجديدة..؟..إن كانت طلبات النسبة الزائدة خصمت من القديمة والجديدة معا – بحيث تسببت في ما يحدث حاليا من عدم الاستقرار – فهذا يعنى أن كل أسرة فيها كل فرد يملك ..« طاحونة أو مصنعا » ..!!
** هكذا الأمر ، حيث بالحساب البلدي يؤدي الي منطق يسأل مستغربا : كيف تؤثر زيادة الطلب في الخرطوم سلبا مع وجود إضافة جديدة للخرطوم تقدر بـ « 250 ميقاواط » ..؟؟.. ثم السؤال الحائر جدا : لماذا لم تعلن وزارة الطاقة أو هيئة الكهرباء عن هذه التبريرات ونسبها قبل بداية الصيف ، كما كانت تفعل كل عام .؟..خاصة هى التى درجت على التبريرات الجاهزة التى من شاكلة : منسوب النيل نقص ، منسوب النيل زاد ، الطمي إتراكم ، وغيره .. لماذا لم تبادر وزارة الطاقة أو الهيئة بتبريرها قبل استياء الناس ..؟.. هل تفاجأت هي أيضا بزيادة الطلب يوم أمس ، كما تفاجأت عقول الناس بماحدث لفرحتهم وبشارتهم بكهرباء مروي ..؟.. وأسئلة كهذه تكشف للناس بأن عدم الاستقرار ليس صديقا للتيار الكهربائي فقط ، بل هو شقيق مخلص لتيار الشفافية أيضا .. فأمر التيار الكهربائي مقدور عليه ، وهو مستقر جدا في حياة الناس ، مقارنة بتيار الشفافية الذي يجب عليه أن يستقر في …« دهاليز مؤسسات الدولة » …!!
إليكم – الصحافة السبت 25/04/2009 .العدد 5685
الاخ الطاهر سلمت يداك واحب ان اضيف شيئا بسيط هل هذة الزيادة التي طرات بالمجان ؟
لقد زاددت الكهرباء كما زاد التوصيل الجديد الي ضعف المبلغ هذا اذا تكرمت الكهرباء بالحضور اليك وبعد توفير جميع مايلزم من عمود واسلاك واكيد بقشيش للموظفين
وكل هذا بالدفع كاش
الاخ الطاهر انت كمن يأذن فى مالطا .. وكل سنه السد هو الرد