افتح ياااااسمسم
# (افتح يا سمسم أبوابك).. نحن الكبار الذين كنا يوماً أطفالاً, وأنا تلك الصغيرة القديمة التي عاقرتك يوماً صباح مساء.. وأدمنت حكاياتك البريئة.. وصدقتها وانغمست فيها.
قد جئتك اليوم أحمل أحزاني.. جئتك وحدي.. فرفاقي يا سمسم غدروا بي!.. وسرقوا منا أحلامنا المشتركة.. واغتالوا صداقتنا البريئة.. ونكصوا عن جميع عهود الصبا الباكر.
(افتح يا سمسم أبوابك).. فقد جئتك اليوم باحثة ًعن طفلة تشبهني..(كان) وجهها يوماً وجهي.. وصوتها صوتي.. واسمها اسمي.. وقلبها قلبي.. ولكن روحها الآن ما عادت روحي.. ولا أحلامها أحلامي.. ولا ضحكتها ضحكتي.. ولا طولها طولي.. ولا تفاصيلها تفاصيلي.. فهل رأيتها يا سمسم..!؟
# افتح أبوابك.. فأنا أسأل عن أندادي الصغار الذين وقفوا معي يوماً أمامك, وتعلقوا بك مثلي.. وضحكوا وركضوا وتمرغوا في التراب على عتباتك.. أين هم الآن يا ترى.. وماذا فعلت بهم الأيام.. وكيف صاروا.. وهل لا يزال في أعماقهم ذلك الشغف بالحياة والذي كنا نحوله دائماً إلى شغب!..؟؟ لقد بحثت عنهم طويلاً وما وجدت إليهم سبيلاً.. حسبت أنهم قد دخلوا إلى أعماقك عابثين مختبئين, حتى إذا ما هموا بالخروج خذلتهم كلمة السر!.. فهل لا يزالون حقاً بالداخل؟.. ولو كانوا كذلك فأرجوك أن تفتح لي بوابتك العظيمة لألحق بهم, وأعدك ألا أعبث بكنوزك من الماس والياقوت, ولن أملأ جيوبي بجنيهات الذهب رغم حاجتي الماسة لها على أيامنا هذه فالذهب لا يعيد يا (سمسم) ما ذهب! وكل ما أتوق له الآن التجول بين أضابير ذكرياتي هناك, لأبحث بين الأرفف عن مجلة (ماجد) وقصص (المكتبة الخضراء).. عن صديق طفولتي (كسلان جداً), وعن (فضولي) المختبئ بين الصور.. ترى هل لا يزال كسلان على عهده مع الكسل؟.. أم أن شقيقه نشيط نجح في التأثير عليه..!؟ وهل يصر فضولي على لعبة الغميضة تلك.. رغم أننا كنا نجده في كل مرة؟.. هل توالي (شمسة) عادة ثقافتها ووعيها القديم.. أم لحقت بـ(دانة) إلى عالم الموضة والجمال السائد الآن؟.. هل لا تزال السلحفاة العجوز (سلمى) على وفائها وحكمتها؟.. وهل (موزة الحبوبة) على شقاوتها ودهائها ولؤمها؟.. أم أن الحياة غيرت وفاء سلمى.. وجعلت لؤم موزة ودهائها طريقاً إلى المجد..!؟
# افتح.. ثم أجب على أسئلتي.. فأنا أريد أن أسترجع نقاء الأصدقاء وفرحة اللقاء أولاً, أريد أن أعبر عن اشتياقي لصديقتي الأثيرة (لولو الصغيرة) وصديقها اللدود (نفيخة) وما بينهما من صداقة حميمة متوارية خلف غلالة من عداء طفولي وشقاوة لطيفة.. ترى كيف هما الآن؟.. هل كبرت (لولو) يا سمسم؟..هل أصبح نفيخة شاباً رشيقاً ووسيماً؟.. هل تحابا وفرحا.. أم تحابا وافترقا؟.. وهل غير الحزن والهم ملامحهما المضحكة؟.. أم أن يد الزمن لا تعبث فعلاً بأصدقاء الكرتون مهما كبروا..!؟
افتح.. فأنا أريد أن أطالع أوراق مراهقتي الأولى, وأجتمع من جديد بـ(المغامرون الخمسة) وكلبهم الوفي (زنجر), ففي هذه الأيام حتى كلابنا ياسمسم ما عادت وفية..!!
أريد أن أبحث تحت أنقاض العراق عن (سندباد).. وعصفورته المسحورة (ياسمين).. وصديقه البائس (حسن).. والشقي (على بابا).. والمسن الوقور (علاء الدين).. وكل الأبطال الذين عاشرتهم زمناً وكبروا معي حتى ظننتهم يا سمسم إخوتي..!!
# (افتح يا سمسم أبوابك).. فأنا متعبة من طريقي الشائك الذي اغتال تفاصيلي الصغيرة.. ومنهكة من دوراني مع عجلة الأيام في رتابة.. وأريد أن أتكئ على جدارك لتهدهدني بألحانك.. وتدعني أنااااام وأغمض عيناي على حلم بطله (أدهم صبري).. رجل المستحيل الذي عشقته بجنون, حتى تمنيت حينما أكبر أن أتزوجه!! وحين كبرت يا سمسم.. أدركت أن بعض الحكايات لا تنتهي بالزواج.. وأن بعض الزواج يكون نهاية كل الحكايات.!!
# تلويح:
افتح يا سمسم أبوابك.. فأنا مشتاقة جداً إلى (نعمان)..!!!
إندياح – صحيفة اليوم التالي