منصور الصويم

(20) سنة وتختفي العمالة البشرية


[JUSTIFY]
(20) سنة وتختفي العمالة البشرية

يحكى أن الملياردير والمبرمج الأمريكي بيل غيتس، صاحب شركات مايكروسوفت للبرمجيات وأجهزة الكمبيوتر، أطلق نهاية الأسبوع المنصرم، تصريحا جديدا يضاف إلى معلومات وأخبار سابقة تهدد وضعية العمال على الأرض خلال المستقبل القريب. قال بيل غيتس نقلا عن مواقع إلكترونية: “إنّ عملية إحلال الآلة محل اليد البشرية سواء أكانت من أجل القيادة أو النوادل (جمع نادل) أو الممرضات, تتقدم.. وإن التكونولوجيا مع الوقت سوف تقلل طلب العمل, وخصوصا في العمالة غير الماهرة في خلال 20 سنة من الآن, وأن الطلب على اليد العاملة متعددة المهارات سوف يكون أقل بكثير.. ولا أظن أن البشر يأخذون هذا في الاعتبار”.
قال الراوي: إذاً، كثير من المشاهد التي كانت تبدو ضربا من الخيال وهي تعرض على شاشة السينما تمثل مجموعات كبيرة من الرجال الآليين وهم يؤدون مهاما في المصانع الكبرى وداخل البيوت وفي المطاعم والمقاهي وفي أعمال الحراسة والسواقة وغيرها؛ ستتحقق عما قريب ويجد الكثير من العمال على وجه هذه الأرض أنفسهم بلا وظائف، ضائعين، وفقراء ومعدمين، مما قد يقود حتماً إلى ثورة (ما) تتماشى مع التغيير الكبير الذي سيحدث لهؤلاء و(تخلق) لهم بالتالي وضعية تعويضية عما فقدوه من فرص عمل كانت ـ ولو بالكاد ـ تقيهم العوز وذل الحاجة!
قال الراوي: بالعودة مرة أخرى لبيل غيتس نجده يقول أيضا: “عندما يقول الناس إننا يجب أن نرفع الحد الأدنى من الأجور، فالذي يقلقني هو ما هو مفعول ذلك في خلق الوظائف؟.. بل من المحتمل أن يؤثر هذا الطلب على طيف واسع من العمال باستبدالهم بآلات وهذا الذي أنا قلق حياله بشدة”. وهنا يفسر الرجل المأزق الذي يواجه (العمالة) منذ الآن في حال طالبت بتحسين أوضاعها ورفع أجورها، فالتهديد ماثل بإحلال العمالة الآلية بديلة للبشرية، مما يعني أن (عمال الأرض وشعوبه المضطهدة) إلى زوال!
قال الراوي: طيب، لننظر إلى حالنا: من موقع (سطحي جدا) قد يرى البعض أن هذا الأمر والمسمى (Automation) التي تعني إبدال البشر بالآلات في كثير من الوظائف المهمة والحيوية لا يعنينا كثيرا، فنحن أصلا أبعد ما نكون عن التكنولوجيا والتطور الحضاري الذي حقق هذه الطفرة، وهؤلاء ينسون الحقائق التي تؤكد على التداخل والترابط (الشيطاني) ما بين رأس المال والشركات (الماصة) في كل العالم؛ دون تفريق بين قارة فقيرة وأخرى غنية، كما ينسون أو يتناسون ملايين العمال (المهرة ملح الأرض) المهاجرين والمغتربين في نواحي الأرض الأربعة سعيا وراء الرزق الحلال؛ ما هو مصيرهم مع الـ(Automation)؟
ختم الراوي؛ قال: الثورة التقنية تتقدم ببلايين السنين الضوئية على التحول البشري المفترض؟
استدرك الراوي؛ قال: هدم كل المفاهيم والأيديولوجيات القديمة، هو المقابل الوحيد لهذا (السحق) البشري!

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي