منصور الصويم

بوكو حرام وبعث أسواق النخاسة


[JUSTIFY]
بوكو حرام وبعث أسواق النخاسة

يحكى أن حركة بوكو حرام النيجرية رغم ممارستها لكافة أشكال الإرهاب ضد المواطنين الأبرياء قتلا وحرقا وتشريدا وتطبيقا جائرا لما تزعم أنه شرع الله، رغم كل هذا العنف والرعب الممنهج الذي مارسته الحركة (الإرهابية)، إلا أنها لم تجد الانتباهة الإعلامية الكافية التي تفضح بشاعة ممارساتها وتحذر من تفاقم هذا (الوهم الديني التطهيري) قبل استفحاله وتسطرنه؛ وهذا ما حدث بالفعل حين اختطفت الحركة أكثر من مئتي (تلميذة) قبل نحو شهر بالتقريب، ثم إعلان رئيس الحركة (الموتور) أبوبكر محمد شيكاو، أنه سيبيع التلميذات علنا في (سوق الله أكبر)، كما سيجبرهن على الزواج تطبيقا لشرع الله!
قال الراوي: بوكو حرام – بحسب ما هو متناقل – تعني “التربية الغربية حرام”، والاسم تعبير صارخ عن حالة الانفصال والتقوقع التي تحياها الكثير من الحركات المسماة إسلامية، والتي تمارس (الإرهاب) في أبشع صوره، فما يبدو أنه صدمة حضارية ضربت أعضاء هذه الحركات في مقابل التقدم المذهل الذي حققه الغرب، والبون الشاسع ما بين الواقعين (الغربي) والواقع الآخر الذي تنتمي إليه هذه الحركات سواء أكان عربيا أو أفريقيا أو غيره؛ دفع بهم (الإرهابيين) إلى الكفر بالقيم الغربية (الحضارية) والتحصن خلف (أسهل) وأقرب منجزاتهم الحضارية على مدار التاريخ دعاوى (الدين)؛ وتطويعه بالتالي ليكون أداة جهاد (زورا) في مواجهة هذه الحضارة الكافرة.. المفارقة أنه لا مفر من الحضارة الغربية، فكل شيء تستخدمه هذه الحركات الإرهابية أنتجته هذه الحضارة بدءا من وسائل الترويج التقنية الإعلامية وحتى السلاح (المميت) الذي يستخدمونه لقتل النفس!
قال الراوي: بالعودة إلى أبوبكر محمد شيكاو، رئيس حركة بوكو حرام النيجرية، الرجل الذي دشن في القرن الحادي وعشرين أول سوق علني للنخاسة، معيدا إلى الأذهان سنوات من (الظلام) والظلم وعسف العبودية؛ سيتأكد لنا هذا الرجل (موتور) بالفعل حين نقرأ بعض تصريحاته المجنونة مثل إعلانه أنه: “يحب أن يقتل من يأمره الله بقتله تماما كما يحب قتل الدجاج والأغنام”! فالرجل بعيدا عن توهمه بأنه ظل الله في الأرض لا يفرق بين البشر والأغنام والدجاج وبقية السوام والحيوانات؛ فالدم متساو بالنسبة إليه ولا يعني أكثر من ذبيح للتضحية أو الصيد أو حتى اللهو.
ختم الراوي؛ قال: بوكو حرام هددت في أيامنا هذه بقتل رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارجريت تاتشر والبابا الراحل يوحنا بولس الثاني.. بوكو حرام تحيا خارج التاريخ وتمارس جنونها في قلب التاريخ.
استدرك الراوي؛ قال: (العبث) هو أن تهدد حتى بقتل الأموات.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي