غندور في الجزيرة
*أن يعترف لك التلفزيوني العربي الأشهر الأستاذ أحمد منصور الذي (توَّر نفس) كل من حاوره من الساسة والتنفيذيين حول العالم، فلا تبحث بعدها عن شهادة.
* هذا ما نقله لي مباشرة أحد تيم قناة الجزيرة مساء أمس الأول حال فراغهم من حلقة برنامج (بلا حدود) التي استضافت معالي البروف إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية.
* قال أحمد منصور الذي لم يجامل أحداً في مسيرته البرامجية الجهيرة، قال إنه لم يواجه ضيفاً قريباً بهذه المقدرات السياسية في الساحة العربية بأكملها.
* طرح الأستاذ أحمد منصور في هذه الحلقة المفتوحة على كل الملفات الساخنة، والتي لم تسبقها أي اشتراطات أو (أسئلة حمراء) طرح ملفات الحوار والفساد والاقتصاد وسد النهضة وحلايب وكل ما يخطر وما لم يخطر علي بال.
* كان غندور نجماً في سماء الجزيرة لم يتردد لحظة ولم يتلعثم وهو يحتفظ لكل سؤال بإجابة ناصعة ووافية.
* وبتقديري كمراقب، لم يكن الأمر كله يتعلق بعبقرية البروف غندور، إذ أن الحيثيات التي يرتكز عليها رجل الحزب والدولة جديرة بأن تجعل صاحبها متدفق الإجابات جذل مترع الاستدلالات، وهو يقف على أرض صلبة.
* غير أن كثيراً من الذين سقطوا في مثل هذه البرامج الإقليمية والعالمية الحوارية، لم تخذلهم المسوغات والمكتسبات بقدر ما خذلتهم مقدرتهم في تشكيل جمل ناصعة مفيدة من المادة الخام الكثيفة التي بين أيديهم وتحت أرجلهم.
* من الإفادات الثرة الجريئة التي يتحاشى أسئلتها الآخرون، قال رجل بحر أبيض غندور، إن الذي يقيّم تجربة الإسلاميين خلال ربع قرن من الحكم في السودان بمعزل عن حالة الحصار المستحكمة من دول الغرب، ومن يدور في فلك الغرب في الإقليم، فإنه يظلم الحقيقة قبل أن يظلم الإسلاميين.
* فعلي الأقل إن هيئات سودانية عريقة مثل سودانير والسكة الحديد قد تساقطت بفعل حظر الاسبيرات ولم تسقط لعدم قدرة الإسلاميين.
* أما لماذا الحصار أصلاً، فذلك لأن القوم يحملون فكرة مغايرة أن الغرب يرى فيهم بذرة قابلة للإنبات والانتشار، وأعني بذرة التحرر والاستغناء عن واردات وسلع الأفكار الغربية التي تباع غالباً في ديار الشرق الإسلامي.
* وعن سد النهضة قال البروف إن القضية برمتها (سياسية وإعلامية) ويمكن تجاوزها بالاحتكام إلى المعيار التقني والفني، على أنها بامتياز قضية خبراء وسدود وليس قضية هتاف سياسي!
*إذا ما خضعت (لقاء غندور) مع آخر لقاء (لشيخ علي) مع أحمد منصور ذاته لا تملك إلا أن تهتف بنجاح التغيير الذي حدث مؤخراً.
* لم يكن شيخ علي في يوم متردداً أو غبياً، لكن الرجل كان مرهقاً جداً في مسيرة ربع قرن من المثابرة والمصابرة لم يغمد له فيها جفن.
* خرجنا من هذه الحلقة على أن هنالك أملاً مع هؤلاء الشباب الذين يتقدمهم إبراهيم غندور.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]