نور الدين مدني

إنتباهة أم سودانية في كندا


[JUSTIFY]
إنتباهة أم سودانية في كندا

*أكتب اليك من كندا،فأنا من المتابعات ل”كلام الناس” الذي أقرأه في “أخبار المدينة” الالكترونية التي أسسها الاستاذ سعيد عبد الله شاهين، ويعجبني أكثر كلام الناس السبت لأنه يتناول القضايا الإجتماعية والأسرية.
*أكتب اليك لأنني مشفقة على مستقبل أبناء وبنات السودان، ليس في دول المهجر فقط ، وإنما داخل السودان ايضا، فأناأتابع بحزن وقلق أخبار الجرائم الغريبة التي بدأت تطفح على سطح مجتمعنا السوداني ،خاصة الجرائم الموجهة ضد الاطفال.
*أنا أم كبيرة السن أعيش مع أسرة ابني في كندا، أعجبني وصفك للأب بأنه “سقف البيت”، في كلام الناس الخميس الماضي تحت عنوان”إلى شجرة المحبة الظليلة”لأنه حقاً كذلك، دون أن يعني ذلك التقليل من دور الأم، خاصة وأن كثيراً من الامهات تحملن مسؤوليتهن تجاه أسرهن خاصة في ظل غياب الأب لأسباب مختلفة.
*تواصل الأم السودانية المقيمة في كندا رسالتها قائلة : أنا شخصياًعانيت من غياب الأب عن الأسرة بسب الطلاق الذي فرق بيننا، وقد شعرت بالاّثار السالبه لغيابه علي، وعلى البنات والأبناء،في وقت كانوا جميعا في أمس الحاجة إلى وجود”سقف البيت” كي يظلهم برعايته واهتمامه.
* ما دفعني للكتابة إليك وعبرك لكل الأباء والأمهات وأولياء الأمور ما لمسته من خلال متابعتي لأحوال الأسر السودانية، تقلص وجود الأسر الممتدة التي كانت تجمع الكبار والصغار في البيت الكبير، وظهور بعض حالات التفكك الأسري ، حتى في ظل وجود الأب والأم تحت سقف واحد.
*أعلم أن الظروف الاقتصادية اثرت سلباعلى الكثير من الأسر، لغياب الأب غالب ساعات النهار عن البيت وخروج بعض الأمهات للعمل أيصاً، إلا أن ذلك لايبرر عدم الإهتمام بما يجري لبناتهم وأولادهم ،حتى وهم داخل البيت، خاصة بعد إنتشار وسائط التواصل الحديثة ومخرجاتها من تانجو وفايبر وتويتر وواتساب و..الخ،و ثقافة الهاشتاك التي اصبحت متاحة للجميع، الأمر الذي انتهك خصوصية الأسر والأفراد، وصار يهدد البناء الأسري والأمن الاجتماعي .
*إختتمت الام رسالتها قائلة : أنا لست ضد وسائط التواصل الإجتماعي،انما بالعكس تماماً، فكلنا يدرك فوائدها الجمة في ربط الأسر داخل السودان مع إمتدادتها في الخارج،إضافة لخدماتها المقدرة التثقيفية والتنويرية ، لكنني قصدت فقط لفت الإنتياه إلى أكبادنا التي تمشي على الارض، وصحبتهم/ن في هذا العالم الفضائي،ورعايتهم/ن، وعدم تركهم/ن وحدهم/ن في مواجهة هجمة هذه الوسائط المتعددة.
*لست في حاجة للتعليق على هذه الرسالة التربوية المهمة،لأننا جميعاً في حاجة ماسة لهذه الإنتباهة تجاه أولادنا وبناتنا، وحسن التعامل معهم/ن في عالمهم/ن، وأن نفتح قلوبنا وأذهاننا لهم/ن، ومشاركتهم/ن حياتهم/ن دون تسلط أ إكراه، والأخذ بيدهم/ن بالتي هي أحسن وبالحكمة والقدوة الحسنة.

[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]