اجتمــــــاعـــــــــات (2)
< .. والصادق والترابي والوطني والحوار وأفورقي.. وزحام.. هي شخصيات تبحث عن مؤلف. < .. وأهل المسرح كانوا يرسمون ملامح كل شخصية.. ثم ينتظرون من المشاهد أن يقوم هو بتأليف الأحداث والمسرحية. < .. والوطني الآن هو الشخصية التي (تتشالبها) الأحداث.. والسبب هو الحوار... الذي يجب ألا يتم أبداً. < والصادق المهدي هو قائد حزب.. < حزب بعض قياداته هي : الصادق الذي يقارب الوطني. < ومريم الصادق التي تقود المعارضة. < وابن الصادق المهدي الذي هو في القصر الجمهوري. < ونصر الدين الهادي الذي هو مع العدل والمساواة. < ومبارك الفاضل الذي.. < وفلان الذي .. وفلان الذي.. من قادة الحزب ذي الملامح الغريبة. < والصادق المهدي الذي يفاصل المعارضة الشهر الماضي ويلحق بالوطني.. ويفاصل الوطني الشهر هذا.. إلى درجة الاتهام بالمجازر بعض ملامحه هي : الأسبوع هذا الصادق يختار الاتهام الذي عجز مجلس الأمن عن إثباته ضد الوطني ويتبناه «بعد» عجز المجلس هذا. < مما يعني شيئاً..!! < و(شيئاً) هذه حين يذهب البعض لما يفسر معناها قريباً يقول : الصادق تاريخه السياسي كله ما يوجزه هو : الصادق يلحق بالحكومة = كل حكومة = فإن جعلته زعيماً.. وإلا انقلب عليها. < مع المعارضة عام 1976 الصادق يفعل هذا. < ومع المعارضة في أسمرا وجيبوتي.. ومع النميري أيام الاتحاد الاشتراكي.. والآن مع الإنقاذ. < يتبع سراب الزعامة. < .. والصادق يرصد مشروع الحوار الأسابيع الماضية ويجد أنه يفتقر إلى (الشخصية النجم).. والصادق يقفز إلى هناك.. < .. ليفاجأ بظل الترابي يغطيه. < والصادق يذهب إلى الطرف الآخر حيث (اللمعان) ويطلق اتهامه.. فالاتهام الذي يعجز مجلس الأمن عن إثباته لا يعجز عن إطلاق اللمعان. (2) < الصادق إذن وحزبه إذن.. والآخرون من الشخصيات التي تحتاج إلى مؤلف هي التي تدير السودان الآن.. < .. والمؤلفون = في أسلوب شخصيات تبحث عن مؤلف = يضعون للمشاهد نهاية محددة.. ويطلبون منه أن يعيد نسيج الشخصيات والأحداث بحيث تقود إلى النهاية هذه. < .. والنهاية المطلوبة الآن التي تضعها جهات بعيدة هي : اغتيال الحوار.. والاغتيال هذا يكتمل بشيء بسيط < .. أن ينساه الناس. < والناس بالفعل.. وفي أسابيع ضجيج الفساد ينسون الحوار (قليلاً).. < لكن الناس سوف ينسون الحوار (تماماً).. حين تطل الشخصية القادمة. < .. أفورقي. (3) < والسيد أفورقي .. والسيد (قبراب) مستشاره الأول.. والسيدة فلانة وشخصية مصرية وفلان وفلان هم شخصيات الخطوة القادمة. < بينما الخطوة التي قدمت بالفعل هي < مكتب سري للجبهة الثورية تقدمه حكومة أفورقي في معرض (أكسبو). < والمكتب هذا يدير جيش الجبهة الثورية في منطقة (عيشات). < .. وأربعة آلاف من جيش أفورقي في أم حجر.. وآلاف أخرى في القرية (81) وتمارات وعنتباي و... و. < .. وهذا هين.. هين. < لكن أسلحة تبلغ قيمتها مليار دولار تصل إلى أسمرا مع بداية توزيع قوات أفورقي هذه تجعل للأمر الهين هذا معنى آخر. < وإسرائيل تقدم لأفورقي /حتى الثلاثاء الماضية/ أسلحة منها < دبابات (62 ـ و ـ 72) وسنتوريوم المعدلة < وعدد من طائرات ميج (نصفها ميج 29) والآخر (125). < وزوارق حربية وسفينة رصد وطائرة استطلاع (إسكاي سكان). < و.. و.. < والدولارات المليار التي تسكب على الأسلحة كانت تصبح شيئاً مفهوماً لولا أن شيئاً صغيراً كان يجري في السودان الأسبوع الماضي. < وشخصيات ضخمة جداً من أسمرا تهبط السودان تشكو من أن أسمرا تجوع وتظمأ.. وتطلب إطلاق الطعام من السودان.. < والخرطوم تقول.. نعم. < لكن أسمرا ترفض دفع قيمة ما يصل إليها.. وتصر على أن تحتفظ بالدولارات بعيداً. < أسمرا تقدم العملة السودانية فقط.. للشراء. (4) < .. ثم شيء لعله يحدث الأسابيع القادمة. < .. والمسرحية تصبح شيئاً آخر بعد أن تقفز إلى المسرح المخابرات المصرية.. وإثيوبيا.. والسعودية.. وإيران.. و..و.. < .. والشخصيات هذه تصل أصابعها إلى هدفها الذي تريده قبل أن تصل أقدامها إلى هناك. < فالمطلوب هو .. أن يتوقف الحوار في الخرطوم.. وأن ينساه الناس. < والهدف من إيقاف الحوار مفهوم. < وليس مهماً أن يتوقف الحوار لكنه.. مهم جداً أن يسأل الناس «عن الخطوة القادمة» ما هي؟ [/SIZE][/JUSTIFY]آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]