السيد رئيس القضاء.. وآخرون
< وقضية المرتدة.. وحجمها الحقيقي هو الأمتار العشرون.. مساحة قاعة المحكمة.. يقودها بعض «المخلصين» بحيث تصبح شيئاً له امتداد دولي. < وبحيث تكسر الدولة عظامها إن هي نفذت الحكم.. < وتكسر الدولة عظامها إن هي تراجعت. < وحديث الصادق المهدي حديث مساحته هي منزل الصادق المهدي. < لكن بعض المخلصين «من الإعلاميين وغيرهم» يقود الحديث بحيث يصبح مواجهة ملتهبة بين الدولة وحليفها الوحيد. < وفي الأندلس القديمة.. المقاومة المسيحية للحكم الإسلامي الجديد كانت تجعل بعضهم هناك يدخل إلى المحكمة ويشتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. < الهدف كان هو إرغام القضاة المسلمين على إعدام.. ثم إعدام. < والإعدامات تحشد المجتمع ضد السلطة. < لكن القضاء هناك لأنه ذكي ولأنه يعرف الإسلام كان يتجاهل الشتائم. < القضاة كانوا يعرفون أن القاضي يصدر حكمه بعد قراءة النصوص.. وبعد قراءة «الظروف» زمان الحكم. < بينما محكمة «المخلصين» عندنا تقرأ النصوص.. فقط. < وشهير جداً حكم النبي صلى الله عليه وسلم في ابن سلول لما قام.. أيام تبوك.. يثير الفتنة. < النبي يقرأ «الظرف» ويرفض أن يمس ابن سلول.. ليقول لابن الخطاب بعد يومين : لو أنني قتلته يومئذ لورمت له أنوف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته. < والصادق المهدي ليس هو ابن سلول.. لكن بعض المخلصين يديرون الأمر بحيث يجعلون أنوفاً من بعض الأنصار تغضب له اليوم. < ولو أن الدولة أمهلتها لكانت تصب غضبها اليوم ضد الصادق. < الصادق يقول عن قوات الدعم ما يقول: < شيء يشبه الخيانة للجيش والوطن. < لكن من يجيدون قراءة «الظروف» يجدون أن الصادق المهدي يلتفت من هنا ويجد أنه لا يحصل على الزعامة التي يريد وهو يدعم الحوار. < ويجد من هناك أنه لا يستطيع العودة للمعارضة بعد أن فعل ما فعل. < والصادق بذكاء كامل يقول ما يقول.. ويجعل المخلصين يعتقلونه.. ويطلقون اتهامات الخيانة العظمى و.. < ويصبح هو من يدير الأحداث. < فالدولة الآن إن هي ذهبت حتى آخر الكتاب في شأن محاكمة المهدي خرجت بجراح كثيرة. < وإن هي تراجعت خرجت بجراح كثيرة. < والمخلصون يجعلون الدولة تتعثر في قضية هنا.. المرتدة.. كان يمكن بقاؤها دون أن يلتفت إليها اثنان. < ويجعلون الدولة تتخبط هناك.. في مسألة الصادق.. في خيوط مثلها. «2» < لا شيء اليوم يبدو بوجهه الحقيقي. < والحرب الآن تصمم بحيث يصبح «المخلصون» هم الذين يقودون الخراب. < يبقى أنه لا الغباء من هنا ولا الذكاء من هناك هو ما يقود. < ما يقود هو شيء آخر نحكي عنه. < ونجزم أن الثمرة الأولى لابتعاد رئيس المحكمة الدستورية تنضج. < فلو أنه كان هناك.. لما كان شيء من هذا. < ولو أن «فلاناً» من القادة الذاهبين كان هناك.. ما حدث شيء من هذا. < ولو أن مجلس شورى الحركة لم يحل.. ما حدث شيء من هذا. < ولو أن مجلس شورى الوطني «الذي يضم كل التخصصات» لم يحل.. ما حدث شيء من هذا. < لو أننا نجد شيئاً واحداً لم يحل.. ما حدث شيء من هذا. < يبقى السؤال عن.. < من هذا الذي.. يحل.. ثم يحل؟؟؟؟ [/SIZE][/JUSTIFY]آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]