أبشر الماحي الصائم

وا أسفي على الثورة

[JUSTIFY]
وا أسفي على الثورة

*بدا واضحاً أن هنالك جهات إقليمية قد قررت (عسكرة الثورة الليبية) على الطريقة المصرية السيسية الانقلابية، وذلك لتنظيف المنطقة من الإسلاميين (والديمقراطية) التي أتت بهم.
*شاشة العربية التي يفترض أنها من غلاة دعاة الليبرالية ومن حملة لواء الديمقراطية في الشرق العربي الكبير، كان منظر شاشتها أمس الأول يدعو للشفقة وهي تناصر جحافل اللواء معاش خضر، وهي تذهب لدك حصون مؤسسة الديمقراطية الأشهر ممثلة في (المؤتمر الوطني الليبي) آخر ما بقي من مظاهر ومؤسسات الثورة الليبية في ليبيا.
*غير أن المشهد الأكثر غرابة ودهشة هو، لمَّا كانت العربية تزعم بأنه قد تم اعتقال السيد نوري بوسهمين رئيس البرلمان الليبي، كان بالتزامن يظهر الرجل بو سهمين على قناة الجزيرة مكذباً عملية اعتقاله!
*وفي هذه الحالة أن قناة العربية تنحر قيمتين شاهقتين، القيمة الأولى أنها تنحر مهنيتها ومصداقيتها في وضح النهار، وفي المقابل تنحر ليبراليتها وديمقراطيتها التي نهضت من أجلها.
*هكذا الليبراليون حول العالم كلما جاعوا لم يستنكفوا في أكل الههم المصنوع من العجوة والحلوى، أعني ديمقراطيتهم التي يسجدون لها جهراً وينحرونها سراً، إن هي لبت أغراضهم عبدوها، وإن خذلتهم ذبحوها من الوريد إلى الوريد، ولم يطرف لهم جفن.
*وترفدنا الحالة الجزائرية والفلسطينية وأخيراً المصرية، على أن الديمقراطية التي تأتي بالإسلاميين تعني عدم (نضج الشعب)، على أن هذا الشعب يحتاج لبعض الوقت حتى يستوعب اللعبة، فالإسلاميون المصريون الذين يساقون الآن بالجملة إلى السجون والمشانق في مصر لا ذنب لهم سوى أن انتخبهم الشعب في خمس جولات ديقراطية نظيفة!
*غير أن المراقب يلحظ ثمة صراع بين فريقين يتمظهر على الشاشتين العربيتين الجهيرتين، الجزيرة والعربية بينما تدفع العربية باتجاه (الانتكاسة الثورية) ومصادرة الحقوق الديمقراطية، تدفع الجزيرة في الاتجاه المعاكس!
*وهنالك ثمة قول راجح بأن بعض العروش العشائرية الخليجية تخشى انتشار عدوى الديمقراطية العربية وسط يقظة وصحوة شعبية، وهي تفتأ تعمل لإجهاضها في حواضنها ومظانها الجديدة، على أنها شعوب لا تستحق أن تخرج لصناديق الانتخابات لاختيار حكامها!
*على أن الأزمة الليبية تكمن في البرلمان المنتخب الذي يتشكل في الغالب من مجموعات إسلامية، على أن المعارضين الليبراليين خارج البرلمان الذين أبطأت بهم صناديق الديمقراطية، يستدعون الجيش لإجهاض اللعبة برمتها، ورسم خارطة طريق سيسية جديدة!
* درجت في الفترة الأخيرة عندما يلتبس علي أمر سياسي أو فكري ألجأ مباشرة لقناة العربية لأرى أين تقف شاشة العربية لأقف مباشرة موقفاً مغايراً!
*مخرج.. العبارة التي أطلقها في أربعينات القرن الماضي الزعيم الشيوعي ماو.. “إن الثورات العظيمة يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء”!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]