الكوكة ..!!!
*عند مغيب شمس اليوم ذاك من أيام رمضان توسطت صينية الجار الجديد صواني رجال الحي..
* كانت صينية ضخمة ذات طبق قمته مثل طاقية الأنصار..
* واستبشر النهمون من الشباب خيراً وهم يحرصون على التحلق حول صينية الواحد الجديد في انتظار ( رفع) الآذان لـ (رفع) الطبق..
* وكاد (الرفع) أن يتعثر – فور رفع النداء- من وطأة (ثقل) النظرات المصوبة نحو الصينية..
*وخُيِّل لنفر من الشباب أولئك أنهم سمعوا قهقهة خبث من تلقاء الصحن الوحيد الذي كان متوهطاً – لوحده- في منتصف الصينية..
* لقد كان صحن فول..
* وفي القرية النيلية تلك كانت هنالك قصة أخرى ذات صلة بحكاية( الرفع) هذه..
* فحسين (البوم) كانت قد أثيرت أقاويل حول الذي أصابه فجعل ثوبه(مرفوعاً!!) على الدوام..
* قيل إنه عثر على عشبة في خلاء السلم أصاب منها فأضحى محل (حسد) من جانب شباب القرية أجمعين..
* واستثمر حسين – رغم (بوامته)- الأقاويل هذه استثماراً (وسخاً!!) ليظفر بكل مايريد من أطايب الطعام في المناسبات وهو يهدد النساء بـ(رفع) ثوبه عند صدهن له..
* وبما إنه ( بوم) – حسين هذا- فقد استشعر رجال القرية في أنفسهم حرجاً أن (يرفعوا) ثوبه (من الخلف) كيما يجلد جلد غرائب الإبل..
* ولكن (بوماً) آخر تكفل بـ(رفع) الحرج هذا عن شباب القرية ورجالها في غير ما (وعي) منه..
* فقد جاء سليم(العوير) إلى القرية ذات أمسية – من البلدة المجاورة – ينشد (ضلوع) مناسبة زواج إبنة كبير التجار..
* وأمام النسوة المتكفلات بإعداد الطعام حدثت المواجهة الشهيرة بين( البومين)..
* ولم يمهل سليم منافسه كيما يهدد كعادته – بـ (الرفع) ..
* فقد تكفل هو بـ (الرفع) هذا..
* لم يرفع الثوب وحسب وإنما صاحب الثوب نفسه..
* وانكشف (المستور)..
* ولم يكن هناك سوى (كوكة!!) ..
* وفي أيامنا هذه هنالك قصة ثالثة من قصص (الرفع) ..
*إنها حكاية رفع الدعم عن هذه السلعة أو تلك التي تُهدد بها الحكومة الناس بين حين وآخر..
*وهنالك حديث هامس الآن عن (رفع) جديد متعلق بسلعتي السكر والوقود ..
*ويصدمنا الخبير الإقتصادي حسن ساتي – قبل كل رفع حكومي – بـ(رفع) للغطاء عن حقيقة أنه ما من دعم أصلا حتى يُرفع ..
*وحسن ساتي هذا – للعلم – كان أحد العالمين ببواطن أمور إقصادنا السوداني إلى ما قبل المفاصلة بحكم مناصبه ..
* وحين تقرر الحكومة رفع الدعم عن سلعة ما – تهذيباً لعبارة رفع الأسعار – فإنها لا تنسى تمريره عبر البرلمان لإكسابه صفة (الشرعية) ..
*والبرلمان – كما هو معروف – لا يفعل أكثر من (رفع التمام!!) لكل ما تنوي فعله الحكومة..
*ثم مع رفع التمام هذا (تصفيقٌ) وتكبيرٌ وتهليل ..
*وربما يأتي يوم يكتشف فيه الناس ما اكتشفه أهل البلدة تلك حيال تهديدات (الرفع) من تلقاء حسين (البوم)..
*يكتشفوا أن التهديدات بـ(الرفع) لا تخفي سوى (كوكة !!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
قوية … قوية … قوية