هذا المقال مهدى للمفاوضين من المنطقتين “حصرياً”!
دراستان غربيتان تحدثتا عن الحرب في المنطقتين، جنوب كردفان والنيل الأزرق إحداهما “تقرير” من إعداد الناتو لم تنشر منه سوى مقدمته لكنه يشي بالخطط الأمريكية الغربية بإطالة أمد الصراع في شمال السودان وربما جنوبه أيضًا.
الدراسة الأهم تمت تحت رعاية المعهد الأمريكي للسلام وأعدتها جولي فلينت وتقع هذه الدراسة تحت فصل “المختصرات” وهي أوراق من ثلاث إلى ثماني صفحات يتم تكليف أشخاص بها ثم تجمع كلها لاحقاً أو يستفاد منها في دراسة محكمة ومطولة.
لم يقدم المعهد أي دراسة محكمة بعد ذلك عن المنطقتين بل تخصصت هذه الدراسة في جنوب كردفان فقط وتعاملت معها بالاسم المفضل لمجموعات الضغط الأمريكية وهو “جبال النوبة” وبالتأكيد القصد هو التركيز على الشق الإثني العرقي من الأزمة وإهمال الشق التنموي والسياسي بمعنى أن من يسكن في جبال النوبة من قوميات أخرى غير معنيين بالموضوع لأن الورقة تتحدث عن هوية النوبة وتدافع عنها ضد حكومة الخرطوم التي قصدت طمسها وتمزيقها.
الورقة تم نشرها في نوفمبر 2011 وهذا يعني أن التكليف بها تم قبل ستة أشهر أي قبل انفصال الجنوب مما يشي بأن الإعداد الجيد للصراع كان مبكرًا وأن الإطار الفكري الموضوعي تم إعداده بإحكام.
التركيز على جبال النوبة وإهمال النيل الأزرق يوضح أن المخطط يمنح جنوب كردفان أهمية أكثر لجواره للجنوب ويمنح النيل الأزرق أهمية أقل لأن الحجم العسكري للحركة الشعبية لن يصل إلى الحجم المتوقع من خلال عمليات عسكرية في “الجبال”!
هناك فصل في الدراسة يبدأ بالعنوان الفرعي “نوبة ، وليس جوبا” ويتحدث الفرع عن المشكلة مع اختزال كل الأخطاء والخطايا في نظام الخرطوم … وبالتحديد الإنقاذ ثم تذكر بوضوح: ” النوبة قادرون على القتال وحدهم. لقد قاتلوا من 1991-1995 وعانوا من قطع الإمداد. ولقد أظهرت الأشهر الأخيرة إمكانية استمرارية الهجوم”.
وكأنما الورقة تتوعد الخرطوم باستمرار الحرب حتى بعد “فك الارتباط”.
ثم تشكك الورقة في مقدرة الحكومة السودانية على التصدي للتمرد وتسلط الضوء على الانتخابات باعتبارها الانطلاقة التاريخية للحرب.
حسب تقديري أن كل ما دار منذ مايو 2011 إبان الانتخابات وكل ما يدور الآن لم يخرج من ورقة جولي فلينت ذات الصفحات الست والتي يمكن أن تكون قد تلقت فيها حافزًا لا يتجاوز الـ 1500 دولار.
ولكن الموضوع ليس الورقة ولا حافزها الضئيل … الموضوع … الخطة الكبيرة التي قررت إنشاء جنوب جديد وتسعير الحرب فيه وتركيز القوة العسكرية في “جنوب كردفان” و إهمال النيل الأزرق.
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
أتمنى أن تكون حكومة السودان على علم بهذه المؤامرات البغيضة من الصهيونية العالمية التي لم ولن تيأس من البقاء في حلقوم السودان دون أن نتمكن من قذفها خارجاً ولا يُمكن أن تُبتلع لعفونتها وزنخها. الله أكفِ السودان شرّ الصهيونية وشرّ المتربصين بالشعب السوداني، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجزونك يا رب.