سخانة.. نار منقد!
الجو هذه الأيام يبرز أسنان الحرارة.. ويكفهر عن وجه التعب.. حالات اللا توافق المزاجية.. تسيطر على المشهد ويبدو كل فرد هائماً في وادي الضيق وعدم احتمال الآخر.. حالات المعالجة الهوائية من مبردات ومكيفات تسيطر على المشهد وتخلق مخارجة مؤقتة.. خاصة إذا ما كانت هناك بعض استمرارية للكهرباء وامدادها… هذه «السخانة» تأخذ المخ والمشاعر نحو العدائية والتحسس وفرطها… وتضيع حتى بعض الاحساسات الإيجابية تجاه الناس «كل الناس» المهم أن المناخ هذه الأيام لا يساعد الا على الزهج والضيق.. أو كما قال أحدهم «الجو سخانة نار منقد».
٭ في شعاراتنا مايو
بالأمس خمس وعشرين مايو وهو «في شعاراتنا مايو… جيتنا وفيك ملامحنا.. مبروك مبروك لرئاسة الجمهورية.. قائد الشعبي يا نميري… ابعاج أخوي يا دراج المحن.. بالملايين قلناها نعم.. ياريس سير بعون الله… أمة الأمجاد.. نميري قال كلام»… وغيرها وغيرها من أغنيات ووجدانيات كرست لتلك المرحلة التي هب الشعب ضدها في ثورة مهيبة… لا ننسى جغرافيا «التكامل ما بين السودان ومصر وليبيا»… ولا تفارقنا مجموعات الكشافة وطلائع مايو وغيرها من فعاليات اتخذ منها نظامه الطريق للتثبت ثم لا ننسى ونحن صغار وقوفنا في شمس حارة لاستقبال «القائد المفدى» ولا يفارقنا صوته عند كل صباح «سيظل هذا العلم عالياً خفاقاً على مر الدهور والأجيال..» المهم سادتي سادت مايو حتى بادت وأصبحت في ذاكرة الأمة نظاماً خرج عليه إجماع الشعب في انتفاضة مستحقة لتقول إن الشعب دائماً هو المنتصر… طريق طويل ما بين مايو في لونيتها الحمراء إلى موالاة اليمين ومحاكم المكاشفي والبيع بالصف واللف… هي تسلسلات لحالات الخدمات على مستوى قاعدة الشعب الذي يبحث دائماً عن الأفضل مهما كانت ظروفه وواقعه التعيس… (أجيال مايو) مازالت في الساحة باعتبار أن هناك أجيال تربت في ظل «أبوكم مين.. نميري.. قائدكم مين نميري».. هناك شباب أو أربعينيين وهم يحملون أسماء القائد «جعفر والنميري» كدلالة على الانفعال بذلك القائد الذي حكم طيلة ست عشر عاماً من عمر هذا السودان… رغم كل المظالم والفلاشا.. هناك بعض الضوء في نفق ذلك العهد.. فيما يلي التعليم والقومية رغم خلاصة الوضع «هذا أو الطوفان… فكان الطوفان».
٭ آخر الكلام :
الدنيا سخانة مع ذلك الوضع يظل الجزء الخاص بالذاكرة الجمعية الشعبية «طاري لمايو وأيامها ومفاصلها الأخيرة».
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]