أبشر الماحي الصائم

للشيخ عبد الحي.. إلا تفعلوه

[JUSTIFY]
للشيخ عبد الحي.. إلا تفعلوه

* ظللت أسابيع بأكملها أتقلب بين عدة خيارات إلى أن اهتديت إلى أن معاليكم هو الخيار الأنسب لاستقبال رسالتي هذه والتفاعل معها، ذلك لكونكم تقفون على قاعدة جماهيرية صلبة وعريضة، فضلاً عن الاستيعاب الجيد لإشكالات الدعوة ومآلاتها في عالم يضج بالأطروحات ويحتشد بالشعارات مفتوحاً على كل الاحتمالات.
* سيدي معالي الدكتور عبد الحي يوسف، أتصور أنكم تتابعون كما الآخرين بروز وتشكل قوى إقليمية شرسة في مواجهة (الإسلاميين) الذين أتت بهم صناديق ثورات الربيع العربي، تمتلك هذه القوى الإقليمية ثروة هائلة بمدخراتها واحتياطاتها المهولة، وذاك فضلاً عن الغطاء الإعلامي والدبلوماسي الهائل الذي توفره لها ما يعرف بـ(المجتمع الدولي ومنظماته) والذي لعمري لم يكن إلا القوى الصهيونية، وذلك لتنظيم المنطقة والعالم في ظل تراجع المسلمين وانكفائهم على أزماتهم الداخلية في سياق مشروع الاقتتال المذهبي والمناطقي والعشائري الدامي الذي تديره الصهيونية من وراء حجاب.
* ولقد ظلت الديمقراطية التي يعبدونها كآلة مصنوعة من العجوة كلما جاعوا أكلوه، وكلما لم يأت بما يريدون نحروه, وترفدنا تجارب طويلة ومريرة من لدن الثائر عباس مدني في الجزائر، مروراً بالثائر خالد مشغل (وحكومة حماس المقالة) وصولاً لإخوان مصر الذين يساقون الآن بالآلاف إلى المشانق والسجون وذنبهم الوحيد أن اختارهم الشعب في خمس جولات انتخابية نظيفة.!
* الآن وفي هذه اللحظة التي أكتب إليكم فيها، دبابات الجنرال الليبرالي الليبي خليفة حفتر تطوق البرلمان الليبي آخر مظاهر ومؤسسات الديمقراطية هناك.. وذنبه الوحيد أنه قد تشكل من مجموعات إسلامية، فالديمقراطية التي تأتي بالإسلاميين هي غير ناضجة وشعوبها غير متحضرة والقصة برمتها تكمن في أن الإسلاميين مرفوضون إن هم أتوا على أسنة الرماح وظهور الدبابات، ومرفوضون أيضاً إن أتوا محمولين على صناديق الانتخابات، مرفوضون في كل الحالات وإن أتوا مبرأون من كل عيب.
* ومكمن رسالتي وبيت قصيدها هو ترتيب بيتنا الداخلي السوداني، الثغرة الهائلة التي تلينا وتعيننا بالدرجة الأولى.
* وهذا الخطاب وإن كان معنوناً لمعالي الشيخ عبد الحي إلا أنه يعني الآخرين من أهل التجارب والمنابر.
* لتجربة الإسلاميين خلال ربع قرن من الإنقاذ في السودان.. بعض الإخفاقات وبعض النجاحات ككل الاجتهادات البشرية.. غير أن الخطر يكمن في أن معظم الذين ينادونكم من وراء حجرات المعارضة وهم يومئذٍ القوى اليسارية مجتمعة والليبرالية.. يسعون من وراء إبراز أخطاء الإسلاميين وتضخيمها إلى خطل الفكرة برمتها.. (فكرة وأطروحة الإسلام هو الحل)! وهم يسعون لإغراق الإسلاميين في بحيرات الفساد.. لم يطرحوا مشروعاً قيمياً بديلاً.. بمعنى إذا فشل الإسلاميون، فإن البديل هو الأطروحات الماركسية والقومية الغربية منها والشرقية.
* كتبت مراراً هنا عما أسميته (دولة خير الخطائين)، على أن التعامل مع الخطأ أفضل من الردة.. أن تقدم المخطئ أو تأتي ببديل أكثر إسلامية ووعياً ونظافة، لا أن ننكص على أعقابنا كأمة ونرتد على أدبارنا.
* سيدي، أتصور أننا في المقابل نحتاج لتشكيل رؤية وتحالف قيمي ينزل إلى الساحات والفضائيات والمؤسسات ليرسخ لجملة مفيدة واحدة (نعم للتغيير لا للردة) نعم لإسقاط الحكومة.. لا لإسقاط الفكرة والدولة (إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير) وجبهات ثورية تحريرة وإثنية.
* سيدي الدكتور هذا الخطاب بعلم الوصول، والله ولي التوفيق، اللهم إني قد بلغت فاشهد.

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]