عدة الشغل
العائدون من اجترار وجع اليوم يحملون «عدة الشغل» زرافات ووحدانا في حراك لا يعرف الا الحراك.. من اجل اللقمة النظيفة والسترة العفيفة، في ظروف لا تعرف المرونة.. الحياة كثيراً ما تبدو عاصية هذه الأيام وكل يوم تخرج من ملة الارتياح للتعب فئات وفئات.. السعي من اجل الاساسيات يأخذ الالباب والعقول ولا يضع فواصلاً لحواجز النوع والبيئة والمكان.. فتجلس بت ملوك النيل تحت هجير شمس لافح وخلفها ما خلفها من عيال وطموحات مستقبل.. من لهؤلاء الغلابة استيعاباً وفهماً.. أين منهم دعاة الدعم والمساندة و «سوشيال ايشو».. اين منهم جماعات «الشورى والتكافل».. نعم قد لا يكون كافياً اعطائهم السمكة والأصل انهم في حاجة للشبكة والقارب انهم ملح هذا السودان.. تداعوا تحناناً مع ظروف هؤلاء في مخامص الرسوم والجبايات والعلاج والتعليم وغيرها من اساسيات.. اشيعوا فيكم ثقافة الاغاثة من اجل التطوير.. فلو أن كل واحد منكم حاول جاهداً توسعة رؤاه أكبر من حدود ذاته مستوعباً هؤلاء في بند الإعانة على القفز والصعود.. لعاد كل هؤلاء عند «المغيرب أو ليلاً» وهم يحملون عدة الشغل فرحاً وزهواً.. لكنهم قبل ان يحسوا بطعم ما اكتسبوه اليوم يدخلون في تفاصيل «باكر» لانهم في دوامة من اتساع المطالب.. ليس بالضرورة ان يكون التعابى هؤلاء من نراهم في الشموس والزحام والرهق هناك في وسط المكاتب والشاهقات من هم في عداد المحتاجين للاعانة.. اناس متعففون لا يعرفون إلا الطريق الصحيح وتخذلهم ظروفهم.. اعلموا انهم موجودون ساندوهم بمعرفة المخارج والدروب لم تكن لقمة العيش سهلة بل تحتاج للعرق والتعب أكثر وأكثر في أوان استعصى فيه ان يكون ظهيرك وسندك الا جهدك.. لذا استبينوا ملامح هؤلاء المتعففون وازيحوا عنهم بعض ضيم الايام.. فللايام ادباراً صعباً.. ولكم انتم الذين اصبحتم موسرين واصحاب يد طولى لا تقولوا «من كان يعرفنا عندما كانت لنا حاجات ومخامص» بل استشعروا النخوة فيكم وتعالوا اليهم بقلب سليم.. ليس الجدل ايهما اكثر حوجة الفقير أو المسكين ولكن الأصل أن هناك حاجة ومسيسة لاداء.. اتركوا لضمائركم المساحات ايها الميسرون فربما بادرة مساعدة صغيرة تقفز باحدهم أو احداهن من حالة التعسر إلى ديمومة التعاطي الصحيح مع الترزق والتكسب الحلال الشريف.. أعنهم عن صدق تكون النتائج عظيمة جداً.
٭ آخر الكلام
رهق التعابى وسعيهم وراء عدم مد اليد أو طلب حق الآخرين قيمة تعززها حالاتهم وهم يحملون «عدة الشغل» مهما كانت تلك العدة ثقيلة أو خفيفة وضيعة أو رفيعة.. ولكن ذلك لا ينفي المسؤولية الاجتماعية تجاههم.. فيا هؤلاء انفتحوا عليهم يفتح الله عليكم الدروب والمسارب..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]