نور الدين مدني

بدلاً من محاولة خنقها إعلامياً


[JUSTIFY]
بدلاً من محاولة خنقها إعلامياً

*نبهنا أكثر من مرة إلى الأخطاء القاتلة التي طفحت مؤخراً على سطح بلادنا، بصورة أصبحت لا تهدد فقط الحوار السوداني الذي تعثر بالفعل، وإنما هددت بالفعل علاقات السودان الخارجية التي تتأثر سلباً وإيجاباً بما يجري في الساحة الداخلية.
*للأسف بدلاً من معالجة هذه الأخطاء القاتلة تركت تستفحل اثارها، فيما يلقي بعض المسؤولين مسؤولية التداعيات السالبة لهذه الأخطاء على الصحف والصحفيين، مثل ما تفضلت به وزير الرعاية والضمان الإجتماعي مشاعر الدولب حول تهديد الصحف للأمن القومي.
*ليس من العدل إتهام الصحف بأنها تهدد الامن القومي وتفتيت النسيج السوداني،رغم الإعتراف بأن بعض الصحف والأقلام المحسوبة على أهل الحكم أسهمت بالفعل في تفتيت النسيج السوداني، إلا أن ذلك لا يبرر تصريح وزير الرعاية والضمان الإجتماعي الذي قالت فيه : إن الإعلام إذا كان موجهاً لتهديد الأمن القومي وتفتيت النسيج الإجتماعي لا يعتبر إعلاماً وينبغي أن يتم التعامل معه على هذا “التصنيف”.
*هذا التصريح التحريضي ليس بعيداً عن التصريح الكارثي الذي أطلقه وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال : “أوقفنا الصيحة.. وسنوقف غيرها”، الذي يؤكد صدق الحكمة السودانية المشهورة “التركي ولا المتورك” في إشارة الى أن من يلتحقون بالسلطة بعد “الفتح” يكونون أكثر تطرفاً في أحكامهم على الاخرين من “أهل الحكم ” أنفسهم!!.
*بعض هذه الأخطاء الداخلية القاتلة تلقي بظلالها السالبة على مستقبل العلاقات السودانية الخارجية، وزايد طين هذه الأخطاء بلة تصريحات بعض المنسوبين لوزارة الخارجية نفسها، إضافة لبعض الإجراءات والتصريحات والتسربات المتعمدة، من بعض المسؤولين التي ألقت بظلالها السالبة على مجمل الحراك السياسي الداخلي.
*هذه الأخطاء القاتلة معروفة للقاصي والداني، وتم تناولها بصريح العبارة في الصحف، ومع ذلك تستمر التصريحات غير الموفقة، خاصة “من غير أهل الإختصاص” مثل التصريح الذي تطوع به “صاحبه” قائلاً بعدم إرتباط الحوار بالأشخاص – في محاولة غير مقنعة الإيهام بأن إعتقال الإمام الصادق المهدي لايؤثر على الحوار – على عكس ما حدث عملياً.
*إننا إذ ننبه لمثل هذه الأخطاء القاتلة لاندافع عن الصحافة والصحفيين، ولا نبرئ أنفسنا من الأخطاء، فقط يهمنا أن نؤكد لمن بيدهم الأمر أن الخلل الأكبر إنما يجئ للصحفيين من الذي يحدث في الساحة الداخلية أمام أعينهم و تحت سمعهم، من إجراءات وتصريحات وتسريبات تصلهم،نرى ان تعالج في الأصل والمنبع، بدلاً من محاولة خنقها إعلامياً، الأمر الذي أصبح مستحيلاً في ظل الإنفتاح الرحيب في فضاءات الإعلام الإلكتروني.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]