اسحق احمد فضل الله

وزيـــــر إعــلام.. وإعـــلام

[JUSTIFY]
وزيـــــر إعــلام.. وإعـــلام

< .. ومؤتمر إعلامي للإعلام كله في الخرطوم. < .. ومحطات العالم تعيد الآن ذكرى الحرب العالمية.. والـ CNN تقدم قصة الحرب بعدها.. < الحرب الباردة. < خمسة وخمسون عاماً من الحرب الباردة لم تطلق فيها قذيفة من واشنطن ضد موسكو ولا من هذه ضد هذه. < .. لكن الإعلام قذائقه التي لا تتوقف تنتهي (بإبادة) السوڤيت. < هذا هو الإعلام. (2) < .. الإعلام يقتل حين يقول. < .. ويقتل أكثر حين (لا) يقول. < وفرنسا تدير الآن حربها الأخيرة. < .. مذابح .. دون إعلام. < .. والأسبوع الماضي في نيجيريا .. المشهد هو < صف من المسلمين المقيدين. < وحفرة مثل الخندق أمامهم. < ونيجيريون يدعون المقيدين واحداً واحداً = بالاسم = وفي الحفرة يمسكون بيديه ورجليه وآخر يشد رأسه. < وآخر يذبحه. < ثم الثاني. (3) < والشهور الماضية فرنسا تجعل جيش دولة إفريقية يشترك بعنف في إبادة المسلمين في مالي.. ثم إفريقيا الوسطى. < .. وصمت.. ودون إعلام. < بعدها .. فرنسا تطلق الإعلام لاتهام جيش الدولة هذه بإبادة المواطنين هناك. < .. وفرنسا تنقلب الآن بعنف.. على حليفها. < والسلاح هو الإعلام. < .. قبلها كانت فرنسا وحليفتها كلهم يجرد تنظيم (سيليكا) في إفريقيا الوسطى/ الذي يحمي المسلمين من الذبح/ .. تجرده من السلاح بعد حملة إعلامية هناك ضد السيليكا هذا. < بعدها فرنسا تقيم (أنتي بلاكا) المسيحية. < والتنظيم هذا يذبح المسلمين إلى درجة تجعل (كل) المسلمين هناك يهاجرون. < .. دون إعلام.. دون إعلام. (4) < قبلها.. بمستوى أضخم .. كانت حرب المخابرات الغربــــــــــية ضد الاتحاد السوڤيتي تستخدم الإعلام.. فقط . < وتطلق إعلاماً مخيفاً حول برنامج (حرب النجوم). < والسوڤيت يسكبون ما عندهم من مال.. ينافسون.. ويفلسون. < بعدها كان الإعلام يطلق أظافره ليحلب (هيبة) الدولة. < والأسلوب دقيق وبسيط. < .. انقلاب صغير يقوم به ضابط ضد غورباتشوف = شيء لا يفعله عقيد في جيش إفريقي = ويفشل.. لكن إعلام الغرب يجعله شيئاً يهدم هيبة غورباتشوف. < بعدها يلتسن يضرب البرلمان بالمدفعية. < ويلتسن على دبابة في موسكو. < لكن دبابة يلتسن يجعلها الغرب مليون دبابة. < قبلها في العراق.. حيث لا يسمحون إلا لمحطة CNN. < تسقي الحديث ما تريد. < بعد الحرب أمريكا تعترف أن كل ما قالته الـ CNN كذب. < و.. < العالم في السنوات الخمسين الماضية يقوده الإعلام في حرب تصبح أكثر قوة وعتواً كلما أصبح الإعلام أكثر قوة وعتواً. < والحرب التي تهدم السودان أو تسعى لهذا سلاحها الأعظم الآن هو الإعلام. < ونحن نسقي الإعلام هذا بما يحتاجه من ذخيرة تقتلنا. (5) < والإعلام في السنوات الخمسين الماضية يختار لكل قطر ما يناسبه من أسلحه لهدمه. < .. وبأسلوب يجعل الضحية ترقص وهي تذبح. < الإعلام (سلاح المخابرات) يلاحظ = مثلاً = أن المصري طروب < ولخمسين سنة مصر (تزدهر جداً) في الغناء والمسرح والأدب. < وأعظم الكتاب والمغنين والسينما. < وحين جاءت طامة 1967 لم تجد إلا المغنين. < السوداني.. الإعلام في المخابرات يلاحظ أنه يعشق السياسة. < ويصنعون له من الأحزاب ما يبلغ اليوم (83) حزباً. (6) < ومصر يجردونها من مصانع السلاح.. وسراً.. ودون إعلام. < والباكستان يضجون حول قنبلتها ضجيجاً.. حتى إذا تخلت عنها.. جردوها من القنبلة. < سراً.. ودون إعلام. < السودان يضجون حول مصانع الأسلحة الخفيفة عنده. < حتى إذا خربوها.. خربوها سراً. < .. والإعلام العالمي حول دارفور يعود الآن بحيث يصبح ذبحاً للسودان كله. < ونحكي هنا قصة (إعانة) ناصر في الكهرباء وكيف صنعوا منها سلاحاً. < ونحكي قصة عبد الله الطيب وملاحظته حول السد العالي.. < وكيف جعلوه سلاحاً. (7) < وعبد الناصر تلح عليه أمريكا حتى يدخل الكهرباء في الريف المصري. < .. جيد.. ومن يرفض الكهرباء؟ < والكهرباء تأتي مجاناً يصفها الأمريكان. < يمدون أسلاكها ثم يربضون في زاوية ينتظرون النتيجة. < والنتيجة جاءت.. < والفلاح الذي كان ينام من بعد صلاة العشاء وينهض سليماً ويزرع القمح ويغني حاجة مصر.. أصبح .. مع الكهرباء يسهر مع التلفزيون حتى الفجر. < .. ثم ينهض في العاشرة صباحاً مهدوداً. < ولا يزرع. < ومصر جاعت. < وأمريكا جاءت بالقمح والشروط. < .. وعبد الله الطيب يكتب عن الإعلام في السد ليقول. < .. وجاء الروس وأقاموا السد العالي وغنت البنات (قلنا حنبني واحنا بنينا السد العالي) < وعلى أيديهن الخضاب. < يعني بالجملة الأخيرة أنهم (لا بنوا ولا حاجة). < والسد كان لمنع مصر من إقامة ما تريد من صناعة. < و... < كل هذا بدعم رائع من الإعلام.. الإعلام العالمي.. والمصري. < ونقيم اليوم مؤتمراً جامعاً للإعلام في الخرطوم. < نحتاج إلى معرفة ما هو العالم والإعلام قبل أن نقيم مؤتمراً للإعلام. ________ بريد: < مجموعة العربة السوداء رقم (....) التي تتبعنا أمس.. للأسف.. معرفتكم بالمتابعة ضعيفة جداً.. < نرجو ألا تكون معرفتكم بالسلاح مثلها. [/SIZE][/JUSTIFY]آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]