أبشر الماحي الصائم

خارجو رقبتنا

[JUSTIFY]
خارجو رقبتنا

*اعتبرها الإعلاميون الأمريكيون فرصة نادرة جداً والأمير الضخم فيصل بن عبد العزيز يزور يومئذ الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبروها فرصة لإحراج الملك السعودي بأسئلة على غرار: “هل صحيح أن محاكم بلادكم تقطع الأيادي وتقتل الجناة وتُرجِم؟”.

*فبدلاً من أن يتدارى رجل الحجاز الأشهر وراء كلمات دبلوماسية مهزوزة قال بجسارة: نعم نفعل ذلك، وفق شريعة إسلامنا التي تحتكم إليها عبادة لله تعالى، لكن يقول الفيصل قد يمر علينا العام بأكمله، ولا نجد من نقدمه للعدالة، لأن الأصل في شرعتنا العادلة إحياء المجتمع وليس قتله، و”لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”، فالناس هناك ترتدع بهيبة ورهبة القانون الرباني.

*يقول سعادة الأمير الفيصل رحمه الله، اطلعت اليوم على صحفكم، وهي تحفل بمئات الجرائم من كل نوع وفعل، ولو أن بلادكم تفعل ما نفعل لكتبت الحياة لأجيال بأكملها من الأمريكيين وحققت الأمن والأمان!

*كان الملك فيصل يرحمه الله يمتلك من الإرادة والإيمان ما يجعلاه يلجأ إلى خيم في الصحراء على إثر مقاطعة الغرب لبلاده جراء تطبيق حدود الله سبحانه وتعالى.

*ما أشبه الليلة بالبارحة، فالعالم من أقصاه إلى أدناه يدخل في ثورة ناقمة على أن دولة فقيرة في القرن الأفريقي البائس، تتجرأ على إنزال حكم بالردة على إحدى رعاياها، لأنها بدلت دينها!

*والقصة بطبيعة الحال لا تحتبس في (ردة فتاة سودانية)، ولكن الأزمة في نظر الغرب تكمن في أن دولة فقيرة ترتد عن (الشرعية الدولية)، شريعة العالم، ومن ثم تحتكم إلى قيمها الشرقية، ويفترض أننا – يا رعاك الله – نستورد قوانيننا وشرعنا من هناك، كما نستورد سياراتنا وقمصاننا وربطات أعناقنا.

*بغض النظر عن سلامة هذا الحكم المختلف حوله حتى مذهبياً، فإن دولة تستورد قمحها وزيوتها وحتى (بنضورتها) لن تقوى أمام هذه الهجمة الضاربة، كما لم يكن بمقدورنا أن ننزل إلى رواكيبنا في البادية كما كانت إرادة الملك الفيصل يومئذ بأنه مستعد أن يحمل شعبه إلى الحياة البدائية الأولى، ولا يتنازل عن حد من حدود الله.

*والآن نحن بين خيارين اثنين (قطع رقبة أبرار) وقطع رقبة السودان، أن يفلت السودان بجلده حال نجاة أبرار أو مريم لا فرق.

*من حسن حظنا أن هناك متسعاً في الفقه يمكِّن شعبنا المحكوم عليه بالإعدام والحصار من الغرب أن ينجو برؤوسه، فالقصة لم تعد (رأس مريم)، فلقد توسعت في ظل الحملات الإعلامية لتصبح رأس دولة مطلوبة للعدالة الدولية.

*وفي هذه الحالة علينا أن ننزل إلى فقه الشيخ الترابي الذي لا يعتمد (قتل المرتد) ويشايعه آخرون، وإن تعذر ذلك فهنالك فرصة في التيجاني الماحي على أن هنالك مؤشرات باضطراب الفتاة، غير أن هنالك من يشهد بأن السيدة مريم قد قامت بفريضة الصلاة في السجن!

*المهم في الأمر يفترض أن تفلت (رقبة السودان) عبر بعض التخريجات الفقهية المتاحة.

والله أعلم

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]