منقة يا حلنقة!
عن قصد و بلا سوء حادثت نفسي أن اتماهى اليوم مع كل شيء في هذه الدنيا.. أن أفقد الاحساس بتحديد الهدف، أن لا أمارس الضبط على الزمان والمكان.. بدأت رحلتي من ذات الصباحية صوب كرش المدينة أتمطى مع تطويل البال.. سخف المواصلات العامة ورزالة تفاصيل البعض في اقحام انفسهم في أنوف عين وجوه حياتنا المعاندة.. «يللا بلاش نظام» النزول المفترض موقف جاكسون.. صاحب المركبة أو على الأصح السائق يتعلل بالزحام وضرورة الوقوف بعيداً بمعنى «يبقى مارق».. التأفف ولعن سنسفيل الحالة وعلى تخوم «انلعن أبوك بلد».. استغفر الله من حق هذا البلد الجميل لكن متى نعيش ويعيش أولادنا حياة هادئة بلا فوضى.. حياة يعرف فيها كل واحد حدوده ولا يمارس السادية والاسقاطات.. يا لهذا السائق المتزمجر الذي جعلنا في هذا الصباح نمارس رياضة جبرية نتعدى فيها حدود المسكنة واليتم الخدمي إلى جهد العضل.. ثم الانتقال لخط المواصلات الآخر يمر بكم هائل من تفاصيل العبثيات.. «أيها الناس» يأتي الصوت من بين المسجلات والمكبرات وكأن الناس غارقون في المشغوليات في بحر بلا ساحل.. «المنقة يا حلنقة» نداء أصحاب العصائر في جوف السوق الضاج بالمتناقضات تماماً كمتناقضات حياتنا الغنية بالإرتجال والفوضى والعبث وعدم احترام الأبعاد جميعها.. وربما عدم احترام العمر والسن.
٭ هاشمية الوالي
بلا قصد بالتأكيد.. الهاشمية تأخذ السيد الوالي إلى بعيد أثناء تدشين الحزمة الثانية من تحسين المواصلات بالولاية.. إلتبس الأمر على أبناء وبنات بلدي في تفسير قول الوالي أن يتوجه إليه الشباب العاطل مباشرة.. اعزائي وعزيزاتي «اكيد ما قاصد» لأنو بالجد الفي ايدو حاجة حيمسكها ليهو؟ على الأقل من أجل الشرعية والاستمرارية لكن نصيحة لله ولهذا الوطن الرائع يا أيها السادة والسيدات الكبار في المسؤولية «صموا عليكم خشومكم دي الله يكسبكم خافوا على حصاد السنتكم».. لأنكم حتى الآن لم تتخيلوا حجم معاناة البيوت ورهقها وهي تضج بالعطالى وأصحاب الشهادات والمهارات الذين يبحثون عن العمل وموضع الرزق.. عليه أيها العطالى لكم فرص أخرى في المشاريع التمويلية ومحاولات خلق فرص ذاتية للعمل في ظل تقاصر حجم المطروح من توظيف من القطاعات المختلفة.. وللأمانة والوطن لا يستطيع الوالي وحده حل مشكلة العطالة والبطالة بالولاية إذن عليه أن يحاول بقدرة موازنته وضبطها من التسرب والتجنيب وغيره من آفات هذا البلد الآن كما رشح مؤخراً فيها فيما يخص المسكوت عنه جبراً بمنع التحدث عنه وفيه نشراً وحديثاً.. المهم سادتي الأمر يحتاج لجهد الجميع خاصة مؤسسات التمويل والقطاعات الخاصة الناجحة.
٭ آخر الكلام:
مطلوب منّا الآن أن نستوعب أن العمل اصبح أكثر من توفير فرص بل زاد الأمر لمرحلة خلق العمل، والغريب في الأمر اننا لسنا منتجين ولا مصدرين بدرجة عالية.. بل مستهلكين ومكسوري الأجنحة تبقى أن نقول خيراً أو لنصمت..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]