الطاهر ساتي
زيارة في غير موعدها ..!!
** وكما تابع البعض منكم ، سادتي القراء ، بيانا صحفيا صادرا عن إعلام الولاية مطلع الأسبوع الفائت كان قد تحدث عن تلك النفايات موضحا بأنها غير ضارة وليست بخطرة ، بل يمكن استخدامها في تعلية المناطق المنخفضة ، مؤكدا بأن عمليات الحفر والرصف التي تجرى في شوارع الخرطوم وآبارها الجوفية تخلف أحيانا مثل تلك النفايات التى لقبت بعد إثارتها إعلاميا بالفتات الصخري ..ثم برر البيان الصحفي عملية نقلها من جونقلي ودفنها بالخرطوم قائلا : تم نقلها للخرطوم للفحص بواسطة المعامل الحديثة ، وتم دفنها بأمبدة لتقليل تكاليف إعادتها إلي جونقلي أو أي مكان آخر ..هكذا كان بيان الولاية قبل أسبوع، مؤكدا الحدث ومبررا لما حدث ..وأحسب أن توقيت صدور البيان كان جيدا ، حيث صدر في اليوم التالي من إثارة الأمر صحفيا ، ولم يتأخر الزملاء بمكتب الوالي في ردهم على الصحف كما حدث لرد فعل مجلسهم التشريعي الذي انتبه لمخاطر تلك النفايات – يادوب – أمس الأول وزارها ووقف عليها ، ثم عاد وهو لا يدري – مثل أى مواطن – إن كان ما تحت ثرى أمبدة فتاتا صخريا أم ..( فتات موائد ) ..!!
** ثم على القارئ أن يعلم بأن جهات علمية مناط بها مهام الفحص زارت موقع تلك النفايات ، ولكن بعد دفنها أيضا ، وللأسف هى الجهات المناط بها الفحص قبل الدفن ثم الوقوف على اجراءات الدفن ، ولذا فإن القيمة المرجوة من زيارة تلك الجهات لاتختلف كثيرا عن القيمة المرتجاة من زيارة وفد المجلس التشريعي ، أي كأنك يا أبوزيد ما غزيت ، أو هكذا حال كل الوفود الزائرة التي بغفلتها تحولت منطقة مكب النفايات الخطرة بأمبدة مزارا كريها ينفث سيلا من الإستفهامات غير الطيبة التي من شاكلة : هل جلب عينات من جونقلي للفحص في معامل الخرطوم الحديثة يستدعي شحن تسع ناقلات تزن في مجملها ( 260 مترا مكعبا ) ..؟..وإن لم تكن ضارة وليست خطرة أو نافعة وتصلح لردم المناطق المنخفضة ، فلماذا لم تستخدمها حكومة جونقلي لردم شوارعها الوعرة وأراضيها المنخفضة ..؟.. أم أن الأرض هناك صارت مستوية وخالية من خنادق الحرب وملاجئ ما قبل السلام ..؟..وكذلك إن لم تكن ضارة وليست بخطرة كما قالت سلطات صحة أمبدة ، فلماذا تحفر لها خندقا بعمق خمسة أمتار وتغطى بطبقة خرصانية ثم تردم بتراب ارتفاعه متران ..؟.. بدلا عن كل هذا ، ان كانت تصلح لتعلية المناطق المنخفضة ، لماذا لم تردمها أمبدة أو غيرها من محليات الخرطوم في شوارعها الوعرة وميادينها المنخفضة لدرء متاعب الخريف المقبل ..؟.. و..و..هكذا سيظل سيل الأسئلة محاصرا سادة الحدث حتى تتكشف الأشياء للناس والحياة .. !!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 12/05/2009 .العدد 5702
هذا الموضوع خطير جدا خصوص اذا كانت هذه النفايات سامة لاقدر الله يمكن ان تظهر امراض خطير مثل السرطانات بعد حين من الزمن (((لماذا الخرطوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟